اسم الله السيد
إذاً العلاقة عكسية ، كلما تواضعت لله رفعك، وكلما تكبرت وضعك، كلما قلت الله تولاك الله، فإذا قلت أنا تخلى عنك.
الصحابة الكرام في بدر قالوا الله، افتقروا إلى الله، تذللوا إلى الله فانتصروا.
سيدنا إبراهيم قال:
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد
لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين
اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول
الشهوات إلى جنات القربات.
من أسماء الله الحسنى: ( السيد):
أيها الأخوة الكرام، مع اسم جديد من أسماء الله الحسنى، والاسم اليوم "السيد" .
تعظيم الناس بعضهم بعضاً من أعظم الأخطاء التي يقع بها المسلمون:
ورد هذا الاسم في السنة المطهرة، أحد الصحابة الكرام وهو: مطرف بن عبد الله بن الشخير قال:
(( قال أبي: انطلقتُ في وفَدِ بني عامر إلى رسولِ
الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: أنتَ سَيدنا ؟ فقال: السيد الله، قلنا:
وأفضلُنا فَضلا، وأعظمُنا طَوْلا، فقال: قولوا بقولكم، أو بعض قولكم، ولا
يَستَجْرِيَنَّكم الشيَطان ))
- لذلك مزلق خطير أن يعظم الناس بعضهم بعضاً،
النبي عليه الصلاة والسلام وهو سيد الخلق، وأحب الخلق إلى الله، وسيد ولد
آدم، ومن بلغ سدرة المنتهى، ومن كان الوسيلة العظمى إلى الله عز وجل ، قال:
(( السيد الله )).
السيادة المطلقة لله لأن السيد الحقيقي هو الله:
السيادة المطلقة لله، لكن السيادة النسبية لم
تنفع من مخلوق، الله عز وجل عليم وهناك إنسان عالم، لكن علم الإنسان شيء،
وعلم الله شيء آخر، تقل السيد فلان، ما في مشكلة، سيادة نسبية، تفوق
الإنسان.
(( واللهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ ))
تفوق، كان كريماً، أخلاقياً، عمله طيباً،
ضحى بالغالي والرخيص، والنفس والنفيس، له سيادة نسبية، النبي قال: قوموا
لسيدكم (سيدنا سعد)، يعني الإنسان يتفوق لكن السيد الحقيقي هو الله،
السيادة المطلقة لله، "السيد" هو الله، "السيد" حقيقة هو الله، هو الرب، هو
المالك، مالك كل شيء، مالك السماوات والأرض، الخلق كلهم عبيده، فالسيادة
المطلقة عدا الحقيقية لا تكون إلا لله.
- من تذلل لله رفعه:
كلما تذللت لله رفعك الله،
كلما كنت عبداً له أعزك الله، كلما مرغت وجهك في أعتابه رفعك الله، وأنا لا
أعتقد أنه على وجه الأرض إنسان رفعه الله كما رفع رسول الله ، هل يعقل أن
يقسم خالق السماوات والأرض بعمر إنسان ؟ لقد أقسم الله بعمر رسول الله صلى
الله عليه وسلم، قال:
﴿ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾
من تواضع لله رفعه و من تكبر وضعه :
أيها الأخوة ، لمَ لا يكون أحدنا شيئاً
مذكوراً ؟ لمَ لا يكون أحدنا بطلاً ؟ لمَ لا ينتصر على بشريته ؟ فالنبي
عليه الصلاة والسلام كان بشراً لكنه كان سيد البشر، كان بشراً لكنه أحبّ
الله حباً تفوق بهذا الحب، حتى صار سيد الأنبياء والمرسلين.إذاً العلاقة عكسية ، كلما تواضعت لله رفعك، وكلما تكبرت وضعك، كلما قلت الله تولاك الله، فإذا قلت أنا تخلى عنك.
الصحابة الكرام في بدر قالوا الله، افتقروا إلى الله، تذللوا إلى الله فانتصروا.
﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ ﴾
أما في حنين اعتدوا بقوتهم، اعتدوا بعددهم، فقال قائلهم: (وهم الصحابة الكرام وفيهم سيد الأنام):
(( ولن يُغْلَبَ اثنا عَشَرَ ألفا مِنْ قِلَّةٍ ))
فلم ينتصروا، قال تعالى:
﴿ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ
فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا
رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ﴾
الله تعالى يحب التفوق و يحب أن يكون الإنسان متميزاً بين بني البشر:
أيها الأخوة، إن لم تكن عبداً لله، إن لم تكن
عبداً لله فأنت شئت أم أبيت عبد لعبد لئيم، ومسافة كبيرة جداً بين أن تكون
عبداً، ومن كان عبد لله فهو حر، وبين أن تكون عبداً لعبد لئيم، يتفنن
بإذلالك، يتفنن في التخلي عنك، يتفنن في قهرك، إما أن تكون عبداً لله، أو
أن تكون عبداً لعبد لئيم.سيدنا إبراهيم قال:
﴿ قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ *
أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا
رَبَّ الْعَالَمِينَ * الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي
هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ *
وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ
لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ * رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي
بِالصَّالِحِينَ * وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ *
وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ ﴾
أيها الأخوة الكرام، "السيد" الله، هو "السيد"
مطلقاً، وإذا قلنا فلان سيد مجازاً شيء محدود، في مهمة محدودة جداً، سيد
نسبي، والله عز وجل يحب التفوق، يحب أن تكون متميزاً بين بني البشر.
والحمد لله رب العالمين
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire