تفسير - سورة الطلاق (65) -: تفسير الآيات 2 - 5 ، اتق الله واتكل عليه .
أيها الأخوة الكرام:
الآية الكريمة في سورة الطلاق وهي قوله تعالى:
من يتق الله في اختيار زوجته، يجعل الله له
مخرجاً، من الشقاء الزوجي، من يتق الله في تربية أولاده يجعل الله له
مخرجاً من عقوقه، من يتق الله في كسب المال يجعل الله له مخرجاً من إتلاف
المال، من يتق الله في تطبيق الشرع الحنيف في صحته يجعل الله له مخرجاً من
الأمراض العضال، من يتق الله في معاملة جيرانه، هذه الآية تكتب عليها مئات
الصفحات، وآلاف الصفحات، ما دمت في طاعة الله فلك ألف ميزة وميزة لأن الله
عز وجل يقول:
لذلك أيها الأخوة:
هذا الحديث، صدقوني يجب أن يكون أمام كل إنسان كل ساعة ما ترك عبد شيئاً لله، إلا عوضه الله خيراً منه في دينه ودنياه.
أحد الأخوة الكرام، ذهب إلى بلد، عنده معمل بسكوت فوجد خط حقه ثلاثمائة مليون، خط، ففاوضهم بشكل عجيب على سعر نقدي ثم قال أنا لا أقبل شراء هذا الخط إلا بالتقسيط، أما بهذا السعر، يعني دفعاً للشبهة، أرعدوا وازهدوا، وضجروا، ثم غادرهم إلى الشام تبعوه وباعوا هذا الخط بالسعر الذي فرضه، وبالطريقة التي أرادها هو يشتري هذا الشراء ليرضي الله عز وجل، قال لي والله أقل من سنة، الله عز وجل مكني من وفاء الدين، الشرط ثلاث سنوات الشرط.
قال لي إنسان آخر، ذهب قال لك مضطر في علاقة ربوية بالبيع والشراء، أثنى عشر سنة لسَع ما وفى حق معمله.
الآية الثانية:
" أعطى ": عمله صالح.
" واتقى ": أطاع الله.
" وصدق بالحسنى": آمن.
يعني آمن، واستقام، وعمل عمل صالح.
" وأما من بخل ": لم يعمل عملاً صالحاً.
" واستغنى ": واستغنى عن طاعة الله.
" وكذب ": وكذب بالدين.
" فسنيسره للعسرى ".
آمن، واستقام، وله عمل صالح، لم يؤمن، ولم يستقيم وليس له عمل صالح هذا يسر له، وهذا يعسر عليه.
الآية الثالثة والأخيرة:
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين:أيها الأخوة الكرام:
الآية الكريمة في سورة الطلاق وهي قوله تعالى:
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2)﴾
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً (4)﴾
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً (5)﴾
ثلاث آيات في سورة الطلاق، الآية الأولى قانون إلهي، أصل من أصول التعامل بين العبد وربه.
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2)﴾
قد يتوهم، أن الأبواب كلها مغلقة، نزلت فلما استحكمت حلقاتها.
كن عن همومك معرض الأمور إلى القــضى
وأبشر بخير عــاجل تنسى به ما قد مـضى
فالرب أمر مسـخط لك في عواقبه رضـــى
ولربما ضاق المضـيق ولربما أتسع الفــضى
الله يفعل ما يشـــاء فلا تكن معــــترض
الله عودك الجـميـل فقس على ما قد مضـى
وأبشر بخير عــاجل تنسى به ما قد مـضى
فالرب أمر مسـخط لك في عواقبه رضـــى
ولربما ضاق المضـيق ولربما أتسع الفــضى
الله يفعل ما يشـــاء فلا تكن معــــترض
الله عودك الجـميـل فقس على ما قد مضـى
﴿ ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ﴾
البائعون، البائع الذي يتق الله في معاملة
الزبائن، يجعل الله له مخرجاً من موظفين يقهرونه، لأن أنت إذا خفت من الله
مباشرةً لن يخيفك من أحد سواه ، إذا اتقيت الله فيما بينك وبينه، كفاك ما
بينك وبين الناس، إذا اتقيت الله فيما تملك كفاك الله ما لا تملك، هي تقوى
الله عز وجل ؛ أي طاعته، ومن يتق الله، مهما بدت لك الأمور عسيرة، مهما بدت
لك الأبواب مغلقة، مهما بدت لك الظروف صعبة، مهما بد لك الأمل معدوماً.
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2)﴾
أما كلمة يجعل له مخرجاً، تعني أن الأمور
تبدو لك مغلقة محكمة، ما في أمل، الأبواب كلها مغلقة، الطرق كلها غير
سالكة الأسباب كلها معدومة، الأمل صفر، نزلت فلما استحكمت حلقاتها فرجت
وكان يظن أنها لا تفرج، كلام رب العالمين.
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ ﴾
لو أن إنسان ضاقت به الدنيا، أنعدم دخله،
أصبح دخله صفراً ثم أتيح له عمل غير مشروع، يكسب منه أموالاً طائلة، وضعه
الله في ظرف محرج أغلق عليه كل أبواب الكسب المشروع، وفتح له باب غير
مشروع، هذا الامتحان الصعب، المؤمن الصادق يقول الله هو الغني، لن أعصيه،
ولو مت جوعاً، حينما يقف هذا الموقف تفتح له الأبواب الحلال، المشروعة،
هذه سياسة ربنا مع عباده، يرد أن يمتحنك.
﴿ وإن كنا لمبتلين﴾
﴿ أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ﴾
وما أكثر هذا الامتحان، تغلق أمامك كل الطرق
المشروعة يفتح لك باب مشبوه، في شبها، في حرام، دخل كبير، الإنسان إذا سخط
بقلك مضطر أنا عندي أولاد، الله ما بآخذني إن شاء الله بقلك:
﴿ لا يكلف الله نفسا ﴾
بجيب آيات كمان.
﴿ إلا وسعها ﴾
أم المؤمن الصادق، يقول والله لن أعصيه ولو مت جوعاً هكذا !! هذا موقفك !! حلق.
﴿ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2)﴾
هي سياسة ربنا، مع عباده المؤمنين، حينما تضع
مصلحتك تحت قدمك من أجل إرضاء ربك، يخضعك الله لقانون خاص، قانون العناية
الإلهية، أنت الآن في عنايته، وأنت في عينه.
﴿ فإنك بأعيننا ﴾
فالإنسان بد صبر، كمن من إنسان يعرض عليه عمل لا يرضي الله، قال معاذ الله، إني أخاف الله رب العالمين.لذلك أيها الأخوة:
هذا الحديث، صدقوني يجب أن يكون أمام كل إنسان كل ساعة ما ترك عبد شيئاً لله، إلا عوضه الله خيراً منه في دينه ودنياه.
أحد الأخوة الكرام، ذهب إلى بلد، عنده معمل بسكوت فوجد خط حقه ثلاثمائة مليون، خط، ففاوضهم بشكل عجيب على سعر نقدي ثم قال أنا لا أقبل شراء هذا الخط إلا بالتقسيط، أما بهذا السعر، يعني دفعاً للشبهة، أرعدوا وازهدوا، وضجروا، ثم غادرهم إلى الشام تبعوه وباعوا هذا الخط بالسعر الذي فرضه، وبالطريقة التي أرادها هو يشتري هذا الشراء ليرضي الله عز وجل، قال لي والله أقل من سنة، الله عز وجل مكني من وفاء الدين، الشرط ثلاث سنوات الشرط.
قال لي إنسان آخر، ذهب قال لك مضطر في علاقة ربوية بالبيع والشراء، أثنى عشر سنة لسَع ما وفى حق معمله.
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2)﴾
دائماً في قانون غير مرئي، قانون العناية
الإلهية، هذا غير مرئي القانون لما الله عز وجل يرى عبداً يصر على طاعته،
ويضع مصلحته تحت قدمه ويقول والله لا أعصي الله ولو مت جوعاً، الآن:
﴿ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2)﴾
بنفتح الباب، كان مغلق، هذا لا يفتح إلا بعد الامتحان.
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾
صدقوني عندي مائة قصة حول هذه الآية، بهذا
المعنى إنسان ترك شيء لله مغري، دخل كبير، معاذ الله إني أخاف الله رب
العالمين، حسبيا الله ونعم الوكيل، حسبي رضاء ربي، هذا يكفيني وهذا أثمن
شيء أساساً، فعندئذ ربنا عز وجل يعطيه، طاعته ورضائه، وتأتيه الدنيا وهي
راغمة، إلا إذا في حكمة معينة، هذا شيء آخر.الآية الثانية:
"﴿ ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا﴾
ما في أصعب من تعسير الأمور، بدك الوثيقة
الفلانية، راحت لشهر ثاني ناقص هذا التوقيع، كلما فتح باب أغلقت الأبواب،
أصعب شيء على الإنسان أن تعسر أموره، والدعاء ربي يسر ولا تعسر، التيسير
له قانون، هذا قانون التيسير.
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً (4)﴾
ثمن التيسير طاعة الله عز وجل.
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً (4)﴾
فإن أردت أن تيسر أمورك، اللهم لا سهل إلا ما
جعلته سهل أحياناً في الأمور تيسر إلى درجة مذهلة، وأحياناً توضع العقبات
بشكل غير معقول، فإذا رضي الله عنك، ألقى حبك في قلوب الخلق، كله ميسر،
وإذا غضب على الإنسان ألقى كراهيته في قلوب الخلق، كله معسر، كله بدو
تدقيق، كله يشك في كله تعسير، من أين يجعك، من أين يؤلمك، من الذي يزعجك
سنفعله معك، إذا الإنسان أغضب الله عز وجل، ينادى له في الكون أنا نحبه
فيسمع من في الكون أمر محبنا ألا تريد هذه الميزة، ينادى له في الكون أنا
نحبه فيسمع من في الكون أمر محبنا.
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً (4)﴾
هذه الآية تؤكدها آية ثانية.
﴿ فأما من أعطى واتقى، وصدق بالحسنى، فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى، وكذب بالحسنى، فسنيسره للعسرى ﴾
هذان قانونان التيسير والتعسير. " أعطى ": عمله صالح.
" واتقى ": أطاع الله.
" وصدق بالحسنى": آمن.
يعني آمن، واستقام، وعمل عمل صالح.
" وأما من بخل ": لم يعمل عملاً صالحاً.
" واستغنى ": واستغنى عن طاعة الله.
" وكذب ": وكذب بالدين.
" فسنيسره للعسرى ".
آمن، واستقام، وله عمل صالح، لم يؤمن، ولم يستقيم وليس له عمل صالح هذا يسر له، وهذا يعسر عليه.
الآية الثالثة والأخيرة:
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ﴾
بدنا الماضي، الماضي.
﴿ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ﴾
التوبة، الماضي مغطى بالتوبة، والمغفرة.
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ﴾
يعني أيام إنسان، بجعل من ماضيه عقبة، أنا أخي ما كنت مستقيم، أنا لي إساءات كبيرة جداً، كيف بدي توب حلق، الله قال له:
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ﴾
الماضي يغطى بالتوبة، بالتوبة والمغفرة.
﴿ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً (5)﴾
وتأتيه الدنيا وهي راغمة، ثلاث آيات، بسورة وحدة.
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2)﴾
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً (4)﴾
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً (5)﴾
والتقوى في أبسط معانيها طاعة الله عز وجل، أن
تطيع الله إن أطعته فيما تعلم، كفاك الله ما لم تعلم، إن أطعته فيما
تستطيع كفاك ما لا تستطيع، إن أطعته في أي شئن من شؤون حياتك، من يتق الله
في بر والديه، يجعل الله له مخرجاً من عقوق الأولاد، من يتق الله في
اختيار زوجته، من يتق الله في كسب ماله، من يتق الله في أمر صحته، من يتق
الله في كل شيء، يجعل الله له مخرجاً، من يتق الله فلا يشرك، يجعل الله له
مخرجاً من الخوف، من يتق الله فيوحد، يجعل الله له أمناً لا يوصف، فهي آية
تعد أصل من أصول الدين، دائماً في مقدمة وفي نتيجة، إذا قدمت طاعة الله،
جاءتك نتائج مذهلة، والمريحة.
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾
من حيث لا يحتسب، بقلك أنا ما في إمكان أزوج،
فعلاً معه حق، معاشي أربعة آلاف، بيت ما عندي، ما بكفوني أكل، أنت أتقي
الله وأنظر، قال له يا معاذ ما حق العباد على الله، إذا هم عبدوه قال ألا
يعذبهم، حق المسلم على الله أن يعينه إذا هو طلب العفاف.
﴿وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾
هي الآية الأولى.
﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾
حلق أنت تقول حسبي الله ونعم الوكيل، هي جواب هذه الآية.
﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ﴾
لو توكلت على الله توكل حقيقياً، كفاك كل مؤنه، فهو حسبك.
﴿ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً (3)﴾
فهي ثلاثة آيات يجب أن توضع في الذهن دائماً.
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً (4)﴾
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً (5)﴾
والحمد لله رب العالمين
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire