بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد
لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله الله ولي الصالحين ، شهد أن سيدنا
محمداً عبده ورسوله ، حب الخلق العظيم ، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا
محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
خزائن الله :
صح في الحديث القدسي أن الله عز وجل يقول:
((أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فأما من قال :
مُطِرنا بفضل الله ورحمته ، فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب ، وأمّا من قال
بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي ،ومؤمن بالكوكب))
مما يؤكد أن تقتير الأمطار لا يمكن أن يكون
تقتير عجز كشأن البشر ، ولكنه تربية وتأديب ، هذا الخبر الذي أعلمت فيه
وكالة الفضاء الأوروبية أن مرصد الفضاء الأوروبي العامل بالأشعة تحت
الحمراء رصد غيمة من البخار في الفضاء الخارجي ، يمكن لها أن تملأ محيطات
الأرض ستين مرة في اليوم الواحد بالمياه العذبة.
قول عالم:
وعلق أحد علماء الفلك فقال : ( إن المرصد
عثر على غيوم للبخار في أكثر من مكان في الكون) ، إلا أن هذه الغيمة التي
اكتشفها مؤخراً تعد مصنعاً عظيماً لبخار الماء ، وهذا مصداقُ قول الله
تعالى :
﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ﴾
وأما معنى التقتير التربوي أو التأديبي ففي قوله سبحانه :
﴿ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ
لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ
بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ ﴾
وقوله:
﴿ وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ
لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً * لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ
عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً ﴾
وقوله عز وجل :
﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ
وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ
فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ﴾
إن الجاهلين والشاردين يخوّفون أهل الأرض ،
مرّة بنقص الغذاء ، وأخرى بنقص الماء، وتارة باقتراب نضوب آبار النفط ،
فيفتعلون حروباً من أجل المياه تارةً ، وحروباً من أجل القمح تارةً أخرى ،
وأحدث هذه الحروب من أجل النفط ، وفاتهم أن تقليل الله عز وجل لمادة ما هو
تأديب ، وليس عجزاً منه.
والحمد لله رب العالمين
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire