samedi 26 avril 2014

محبة الخلق علامة على محبة الخالق


محبة الخلق علامة على محبة الله 

 محبة الخلق علامة على محبة الله لهذا المحبوب ، ولكن محبة العباد الصالحين لهذا المحبوب ، لا محبة الأشرار له.

لا ترعب وإنما حقق الإسلام في حياتك لتكون داعية بحالك الصادق قبل لسانك الناطق .

استرجاع التاريخ للتأسي هو المطلوب ، وأنت لديك خبرة تاريخية طيبة .

لو جزأت الأسئلة ، وركزت على الأهم ، وأخذت بالتغيير في حياتك لوُقيت من القلق السلبي .

هناك مجموعة من النصوص أزفها لك عسى أن تستفيد منها ، وبارك الله بك سلفا :

هذه النصوص هادية إلى ما ينبغي أن يعتني به المسلم الصادق :

قال تعالى :{ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ } قال النسفي: { أيكم أحسن عملاً }: أخلصه وأصوبه، فالخالص: أن يكون لوجه الله، والصواب أن يكون على السُنَّة، والمراد من الآية: أنه أعطاكم الحياة التي تقدرون بها على العمل، وسلّط عليكم الموت، الذي هو داعيكم إلى اختيار العمل الحسن على القبيح، فما وراءه إلاّ البعث والجزاء، الذي لا بدّ منه، ولمّا قدّم الموت ـ الذي هو أثر صفة القهر ـ على الحياة ـ التي هي أثر صفة اللطف ـ قدّم صفة القهر على صفة اللطف . قوله: { وهو العزيزُ }: الغالب، الذي لا يُعجزه مَن أساء العمل، { الغفور } الستور، الذي لاييأس منه أهل الإساءة والزلل.

وقال تعالى : { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } والمعنى : قل - أيها الرسول-: إن كنتم تحبون الله حقا فاتبعوني وآمنوا بي ظاهرًا وباطنًا، يحببكم الله، ويمحُ ذنوبكم، فإنه غفور لذنوب عباده المؤمنين، رحيم بهم.قال العلماء : هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله -تعالى- وليس متبعًا لنبيه محصد صلى الله عيه وسلم حق الاتباع، مطيعًا له في أمره ونهيه، فإنه كاذب في دعواه حتى يتابع الرسول صلى الله عليه وسلم حق الاتباع.

وجاء في الحديث الشريف عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - إذا الله أحب عبدا قال : يا جبريل إني أحب فلانا فأحبه  قال : فيقول جبريل لأهل السماء : إن ربكم يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء قال : ويوضع له القبول في الأرض ، قال : وإذا أبغض فمثل ذلك " إسناده صحيح

كذلك وردعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إن الله عز و جل إذا أحب عبدا دعا جبريل صلى الله عليه و سلم فقال يا جبريل اني أحب فلانا فأحبه قال فيحبه جبريل عليه السلام قال ثم ينادي في أهل السماء ان الله يحب فلانا قال فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض وان الله عز و جل إذا أبغض عبدا دعا جبريل فقال يا جبريل اني أبغض فلانا فابغضه قال فيبغضه جبريل قال ثم ينادي في أهل السماء ان الله يبغض فلانا فابغضوه قال فيبغضه أهل السماء ثم توضع له البغضاء في الأرض " إسناده صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح فمن رجال مسلم .

وورد أيضا :" إذا أحَبَّ الله عَبْداً نادى جِبْرِيلَ إنَّي قَدْ أحْبَبْتُ فلاناً فأَحَبَّهُ فَيُنادِي في السَّماءِ ثُمَّ تُنْزلُ لَهُ المَحَبَّةُ في الأرْضِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تعالى ( إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُداً ) وإذا أبْغَضَ الله عَبْداً نادَى جِبْرِيلَ إنِّي أبْغَضْتُ فُلاناً فَيُنادِي في السَّماءِ ثُمَّ تُنْزَلُ لَهُ البَغْضاءُ في الأرْضِ "

ومن التطبيقات :عن سهيل ابن أبي صالح قال : كنا بعرفة فمر عمر بن عبد العزيز وهو على الموسم فقام الناس ينظرون إليه فقلت لأبي يا أبت إني أرى الله يحب عمر بن عبد العزيز قال وما ذاك قلت لما له من الحب في قلوب الناس قال بأبيك إني سمعت أبا هريرة يحدث عن رسول الله {صلى الله عليه وسلم} " إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل..." الحديث . قال العلماء: محبة الله لعبده هي إرادته الخير له وهدايته وإنعامه عليه ورحمته و بغضه إرادته عقابه وشقاوته ونحوه

و حب جبريل وملائكة يحتمل وجهين أحدهما استغفارهم له وثناؤهم عليه ودعاؤهم والثاني انه على ظاهره المعروف من الخلق وهو ميل القلب إليه واشتياقه إلى لقائه وسبب ذلك كونه مطيعا لله محبوبا له ومعنى يوضع له القبول في الأرض الحب في قلوب الناس ورضاهم عنه.


و الحمد لله رب العالمين

mercredi 23 avril 2014

العفّة



عن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلّى

الله عليه وسلم " ومن يستعفف يُعفّه الله ومن يستغن

يُغنه الله ومــن يَتَصَبَّر يُصّبِّره الله ومـــا أعطِيَ أحد

عطاء خيراً وأوسع من الصبر" رواه البخاري


هـذا الحديث اشتمل عــلى أربع جمل جامعــة نافعة :

إحداها : قوله " ومن يستعفف يعفه الله "

والثانية : قوله " ومن يستغن يغنه الله "


وهاتان الجملتان متلازمتان ، فــــإن كمال العبـد فـي

إخلاصه لله رغبة ورهبة وتعلقاً به دون المخلوقين ،

فعلـيه أن يسعى لتحقيق هذا الكمال ويعمل كـل سبب

يوصله إلى ذلك حتى يكون عبداً لله حقاً حُرّاً من رق

المخلوقين . وذلك بـــأن يجاهد نفسـه على أمرين :

انصرافها عــن التعلق بالمخلوقين بالاستعفاف عما

في أيديهم . فـــلا يطلبـــه بمقاله ولا بلسان حاله .


ولهـــذا قال صلّى الله عليه وسلم لعمر " مـــا جاءك

من هـذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه .

ومالا فلا تتبعه نفسَك " رواه مسلم ،


فقطع الإشراف فـــي القلب والسؤال باللسان ، تعففاً

وترفعاً عـن مِنن الخلق وعـــن تعلق القلب بهـــم ،

سبب قوي لحصول العفة .


وتمام ذلك : أن يجاهـد نفسه على الأمر .


الثــاني : وهو الاستغناء بالله والثقة بكفايته ، فإنــه

من يتوكل على الله فهو حسبه .وهذا هو المقصود .

والأول وسيلة إلى هذا.


فـإن مـن استعف عما في أيدي الناس وعمـــا ينالــه

منهم : أوجب لـــه ذلك أن يقوى تعلقه بالله ورجاؤه

وطمعه في فضل الله وإحسانه ، ويحسن ظنه وثقته

بربه . والله تعالى عنـد حسن ظـن عبده بـه إن ظن

خيـراً فلـه ، وإن ظـن غيـره فله . وكــل واحد مــن

الأمريـن يمــد الآخـر فيقـويه . فكلمـــا قوي تعلقه

بالله ضعف تعلقـه بالمخلوقين وبالعكس .


ومــن دعــاء النبي صلّى الله عليه وسلم " اللهم إني

أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى " رواه مســلـم

فجمـع الخير كله في هذا الدعاء . فالهدى : هو العلم

النافع . والتقى : العمل الصالح ، وتـــرك المحرمات

كلها . هـذا صلاح الديــن . وتمام ذلك بصلاح القلب

وطمأنينته بالعفاف عـن الخلق والغنى بالله . ومن

كان غنياً بالله فهو الغني حقاً ،وإن قلت حواصله .


فليس الغنى عن كثرة العَرَض إنما الغنى غنى القلب.

وبالعفاف والغنى يتم للعبد الحياة الطيبة والنعيــم

الدنيوي والقناعة بما آتاه الله .


والثالثة قوله "ومن يتصبر يصبـــره الله " .

ثــم ذكـر في الجملة الرابعة : أن الصبر إذا أعطاه الله

العبـــد فهــو أفضل العطاء وأوسعـه وأعظمه ، إعانة

عــلى الأمــور . قـــال تعـــالـــى ( وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ

وَالصَّلاَةِ ) البقــرة , أي: على أموركم كلها . والصبر

كسائر الأخلاق يحتاج إلى مجاهدة للنفس وتمرينها .

فلهــذا قـال " ومن يتصبر " أي : يجاهد نفسه عـلى

الصبر " يصبره الله " ويعينه وإنمـــــا كــان الصبر

أعظــــم العطايا ، لأنـه يتعلق بجميـع أمـور العبــــد

وكمالاته وكـــل حالة مـن أحواله تحتاج إلى صبر .

فـإنـه يحتاج إلى الصبر على طاعة الله ، حتى يقوم

بهـــا ويؤديها . وإلـى صبر عــن معصية الله حتـى

يتركها لله وإلــى صبر على أقدار الله المؤلمة ، فـلا

يتسخطها . بــل إلى صبـر على نعم الله ومحبوبات

النفس ، فـــلا يدع النـفـــس تمرح وتفرح الفـــرح

المذموم، بل يشتغل بشكر الله فهو في كل أحواله

يحتاج إلى الصبر .

و الحمد لله رب العالمين