من أسماء الله الحسنى: ( الجميل )
أيها الإخوة الكرام، مع اسم جديد من أسماء الله الحسنى، والاسم اليوم ( الجميل ). قد ورد هذا الاسم في صحيح مسلم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(( لا يَدْخُل الجَنَّةَ مَنْ في قَلْبِهِ مِثْقالُ
ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ، فقال رجلٌ: إن الرجلَ يُحبّ أن يكون ثوبُه حسناً
ونعلُه حسنةً، قال عليه الصلاة والسلام: إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ
الجَمالَ الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ ))
ما هو الكِبْر ؟
بالمناسبة، أيها الإخوة، لو أن عندك كمية قليلة من اللبن، وجاءك ضيوف
كُثر، فإنه يمكن أن تضيف لهذا اللبن خمسة أضعافه ماءً من اللبن ويكون
شراباً سائغاً، فتحمَّل هذا اللبن خمسة أضعافه ماء، لكنه لا يتحمّل قطرة
بترول، فإن أضيفت إليه قطرة واحدة من البترول ألقيتَه وأهرقته، لأن البترول
يتناقض في طعمه مع الماء، أما الماء فلا يتناقض.
كذلك الكبر يتناقض مع العبودية لله،
(( لا يَدْخُل الجَنَّةَ مَنْ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ ))
قال عليه الصلاة والسلام:
(( لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أكبر ))
ما الذي هو أكبر من الذنب ؟ قال:
(( العجب العجب ))
رُبّ معصية أورثت صاحبها ذلاً وانكساراً خير من طاعة أورثت عزاً واستكباراً.لذلك الكبر يتناقض مع العبودية لله عز وجل.
(( لا يَدْخُل الجَنَّةَ مَنْ في قَلْبِهِ مِثْقالُ
ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ، فقال رجلٌ: إن الرجلَ يُحبّ أن يكون ثوبُه حسناً
ونعلُه حسنةً، قال عليه الصلاة والسلام: إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ
الجَمالَ ))
أما الكبر فشيء آخر، بطر الحق أي ردّ الحق، وغمط الناس ؛ أن تبخسهم
مكانتهم، أن ترد الحق، أن ترى نفسك أكبر من الحق، أن تتكبر عن أن تنصاع إلى
الحق، أن تتأبى، هذه معصية إبليس.
﴿ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾
فلمجرد أن ترد الحق، وأن ترفضه، وأن تتعنت،
وأن يركب الإنسان رأسه، وأن تأخذ العزة بالإثم، إذاً: هذا هو الكبر، ولمجرد
أن تحتقر الناس، وأن تستهين بهم، وأن ترى نفسك فوقهم، وتغمط الناس فهذا
كِبْرٌ.- الإنسان مفطور على حب الجمال:
- الإنسان فُطر على حب الكمال، وحب الجمال، وحب النوال الإنسان يحب الجميل، فقد يكون الطفل جميل الصورة، يدع في قلب أبيه تعلقاً شديدا، وأحياناً يكون العطاء خالصا كريما، فالإنسان يحب المحسن.
" يا داود، ذكر عبادي بإحساني إليهم، فإن النفوس جبلت على حبِّ مَن أحسن إليها "
والإنسان يحب النوال، العطاء، والجمال، والكمال، وهذا موقف كامل، الوفاء والرحمة والتواضع.
أحياناً تقرأ قصة، أو تقرأ سيرة، فتجد
صحابيا جليلا كان أديباً أدباً جماً، وقد قيل للعباس: أيّكما أكبر أنت أم
رسول الله ؟ عمه العباس، فقال:<< أنا ولدت قبله، وهو أكبر مني
>>.
هناك كلمات رائعة جداً، وتصرفات رائعة، وشكل رائع.
مراتب الجمال الربّاني: جمال الذات والصفات والأفعال والأسماء:
﴿ وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾
قطعاً، حتى لو توهمت أن الأسماء الحسنى منها
المنتقم، لو تبحرت في معنى المنتقم لذابت نفسك تعظيماً لله، لو تبحرت في
معنى المتكبر لذابت نفسك تعظيماً لله:
﴿ وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾
فالله عز وجل جماله على أربع مراتب، جمال
الذات، وجمال الصفات، وجمال الأفعال، وجمال الأسماء، أسماءه كلها حسنة،
وصفاته كلها صفات كمال، وأفعاله كلها حكمة.- لذلك قال بعض العارفين: " لا يعرف الله إلا الله "، حصراً.
نحن مع جمال الأفعال نرى المطر تنعش الأرض، نرى النبع، الماء الزلال، نرى الفاكهة الجميلة، منظر الفاكهة جميل جمالا رائعا جداً، وأحيانًا يزينون بعض الغرف بصور الفاكهة، فاكهة جميلة، البساتين جميلة، الماء الرقراق جميل، يجب أن تخترق جمال الكون إلى جمال الخالق.
لابد أن تترك الجمالَ أو يتركك فانتبه:
﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ﴾
لو أحب الإنسان زوجته، لا بد من أن يتركها في الموت، أو أن تتركه إن ماتت قبله إلا أنك إذا أحببت الله فأنت معه إلى أبد الآبدين.
والحمد لله رب العالمين
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire