mardi 14 janvier 2014

الدم المسفوح هو بؤرة عالية المستوى لنمو الجراثيم



- هناك تساؤلاً عجيباً هو الإنسان له ولاء للدّين، وله براء من المشركين والكافرين، قد يسأل سائل: إذا كان لا بد من ذبح الدابة، وإخراج كل دمها لنأكلها، فكيف سمح الله لنا بأكل السمكة دون أن نذبحها؟
بالمناسبة بعض الدول الأخرى تملقاً للمسلمين تضع على علب السمك: " هذا مذبوح على الطريقة الإسلامية"، وهذا كذب فاضح، الشيء الذي لا يصدق أن السمكة إذا اصطيدت انتقل دمها كله إلى غلاصمها، وكأنها ذبحت، لذلك سمح الله أن نأكل ميتة هي السمك الذي نصطاده، لا تجد خثرة دم واحد في جسم السمكة.


قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :

(( أُحِلَّتْ لَكُمْ مَيْتَتَانِ وَدَمَانِ، فَأَمَّا الْمَيْتَتَانِ فَالْحُوتُ وَالْجَرَادُ، وَأَمَّا الدَّمَانِ فَالْكَبِدُ وَالطِّحَالُ))
[ابن ماجة عن عبد الله بن عمر]


التعريف بالدم المسفوح و تحريمه : 

 الدم في جسم الدابة دم يصفى باستمرار وينقى، تذهب عنه آفاته باستمرار، إما من خلال الكليتين، أو الرئتين، أو غدد التعرق، لكن الدم إذا سفح تعطلت تصفيته، وكما ذكرت قبل قليل: إن الدم يعد أعلى بؤرة تنمو فيها الجراثيم، بل إن خلاصة الاحتراق في الجسم وخلاصة عوامل المرض تتوضع في الدم، فالدم من دون تصفية مادة سامة مؤذية مهلكة للإنسان، فلذلك حينما يأكل الإنسان دابة ذبحت على غير الطريقة الإسلامية قد ينتقل إلى جسمه أحماض كثيرة ضارة بالإنسان، وقد يقول بعض الأطباء: إن التهاب المفاصل الحاد سببه أن حمض البول المتوضع في الدم ينتقل إلى جسم الإنسان، ومنه إلى العضلات، فيحس الإنسان بآلام في عضلاته ومفاصله.

- الدم المسفوح كيف أصبح مسفوحاً، هل ذبح بشكل كامل؟

إذا ذبحنا دابة الدم الذي يخرج منها هذا اسمه: دم مسفوح، وممنوع أكله، وأنا لا أقول هذا الكلام من هواء، كان العرب يأخذون هذا الدم، ويأكلونه في الجاهلية، وكأنه طعام نفيس، وبعضهم يضع الدم في معدة الدابة، ويأكله مطبوخاً، فلذلك حرم الله أكله.
كان هذا التحريم خاصًّاً بالعرب، يأكلون الدم ويشربونه.





 الله يقول:     
       
﴿ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴾ [ سورة فاطر: 14 ]

فمن هو الخبير الحقيقي فيما يصلح لهذا الإنسان؟ هو الله، لأنه هو الصانع، والحقيقة أن الجهة الصانعة هي الجهة الوحيدة التي ينبغي أن تتبع تعليماتها من بين كل الجهات الأخرى، لأنها تملك الخبرة التامة في هذه الحاجة التي صنعتها. 
 


سبب تحريم الله الدم المسفوح :

إذا قطعنا رأس الدابة يتعطل الأمر الاستثنائي، وعندئذ يبقى لون الدابة أزرق، فيبقى معظم دمها في جسمها، والدم بالمناسبة هو البيئة التي لا توصف أهليتها لنمو الجراثيم، الوسط الذي تتكاثر فيه الجراثيم بشكل عجيب هو دم الدابة، لذلك مخابر الطب حينما تريد أن تستنبط جرثومًا تضعه في الدم، والدم فيه الفضلات، فيه حمض البول، والسموم، وكل نواتج الاحتراق، وعوامل المرض تجدها في الدم، من هنا حرم الله أكل الدم، وشربه، لأن فيه مجموعة السموم والأمراض، وعوامل المرض، وثاني أكسيد الكربون.
- فالنبي عليه الصلاة والسلام حينما أمر أن تذبح الدابة من أوداجها، وأن يبقى رأسها متصلاً، فهذا الأمر يتوافق مع أحدث حقائق العلم حول عمل القلب بعد الذبح، مهمة القلب بعد الذبح إخراج الدم كله من جسم الدابة، وهذا لا يتم إلا بإبقاء الرأس موصولاً مع الجسم، أما حينما تجد لحماً أزرق اللون قد لا ينضج سريعاً فبسبب هذا الدم الذي بقي في أنحاء جسم الدابة.
والدم في الجسم طاهر، لوجود أجهزة بالجسم بالغة الدقة والفعالية في تصفية الدم، مثلاً: الكليتان تصفيان الدم من حمض البول، وكل المواد السمية التي يطرحها الكبد يتم طرحها عبر الكليتين، الآن الرئتان تصفيان الدم من غاز الفحم، وملايين ملايين الغدد العرقية تصفي الدم من حمض البول أيضاً، فيوجد عندنا الغدد العرقية، وجهاز التنفس، والغدد، والكليتان، هذه كلها مَصافٍ.
فلذلك ربنا عز وجل حرم الدم المسفوح، لأن الدم المسفوح هو بؤرة عالية المستوى لنمو الجراثيم، أما الدم الذي يجري في العروق فتصفِّيه أجهزة بالغة الدقة.
- لذلك نرى الحكمة في تحريم المنخنقة والموقوذة، وهناك طريقة محددة لذبح الدابة.

Aucun commentaire: