بسم الله الرحمن الرحيم
كذلك الأمر لدى سكان البحار، فكم من سمكة فرت وهي تحمل جراحاً من عضة أو نهشة أصابتها من عدوها؟
أمر حير العلماء :
لكن الشيء الذي يلفت النظر هو أن جراح
الأسماك سريعاً ما تلتئم في وقت قياسي لا يصدق، هذا السؤال حير العلماء،
علماء الحيوان، عزى بعض العلماء ظاهرة سرعة التئام جروح الأسماك بوقت قياسي
وقصير جداً بالقياس إلى التئام جروح الإنسان إلى ملوحة المياه, لكن هذا
التفسير سقط أمام ظواهر كثيرة شاهدها علماء البحار بأم أعينهم, فعلماء
البحار وعلماء الأسماك وجدوا من خلال الملاحظة الدقيقة أن بعض الأسماك إذا
ما جرح يلجأ إلى أسماك من نوعه، يتناوب بعضها خلف بعض على الالتصاق بأماكن
الجروح، أسماك تلتصق مع السمكة الجريحة، تأتي الأولى والثانية والثالثة إلى
أن يلتئم الجرح ، اعتقد العلماء أن هذه الأسماك تفرز مواداً تعين على شفاء
الجروح والتئامها .
إجراء تجارب:
فما كان من علماء الأسماك إلا أن جاؤوا ببعض
هذه الأسماك إلى مختبرات ووضعوها في مياه مالحة ووضعوها في الشروط نفسها,
وأحدثوا جرحاً في بعض هذه الأسماك، الشيء الذي يلفت النظر ثانية أن هذه
الأسماك امتنعت عن معالجة زميلاتها، وهي تحت سمع وبصر العلماء، وبقي هذا
السر دفيناً سنوات طويلة، إلى أن استطاع عالم قضى سنوات طويلة في تحليل هذه
المواد التي تفرزها الأسماك حينما تلتصق بزميلاتها الجرحى، فإذا هذه
المواد سامة وضارة ظاهراً، لكن بعضها متخصص بتخثير الدم, وبعضها يعين على
انقباض الجلد والعضلات، وفي بعضها مادة لاصقة .جيء ببعض هذه المواد ووضعت على جرح إنسان، فإذا هو يلتئم في ثلث الوقت الذي من عادته أن يلتئم به، يعني من عشرة أيام إلى ثلاثة أيام بتأثير هذه المواد، دون أن يكون لهذه المواد أية أعرض جانبية .
قال العلماء: وكأن هذه المواد المتنوعة تتعاون فيما بينها, وتنسق وظائفها, وكأنها واعية هادفة تتعمد الوصول إلى نتيجة واجدة, ألا وهي سرعة التئام الجروح .
خلاصة القول :
أيها الأخوة الكرام، هذه الآية الكونية مصداق قول الله تعالى:
﴿قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾
علم ما بعده علم، قدرة ما بعدها قدرة، لذلك
قال بعض العلماء: كـل إنسان لا يرى من هذا الكون قوةً هي أقوى ما تكون،
عليمة هي أعلم ما تكون، حكيمةً هي أحكم ما تكون، رحيمة هي أرحم ما تكون، هو
إنسان حي ولكنه ميت .ففي كل شيء له آية تدل على أنه واحد، يمكن أن تفكر في الأسماك فترى العجب العجاب، يمكن أن تفكر في الأطيار التي زودها الله بقوة رؤية تزيد ثمانية أضعاف عن قدرة رؤية الإنسان, يمكن أن ترى طائراً يقطع سبعة عشر ألف كيلومتر من دون توقف, ما هذه الرحلة التي تعجز عنها أكبر الطائرات الأرضية؟ .
أيها الأخوة الكرام, الكون مظهر لأسماء الله الحسنى وصفاته الفضلى، يمكن أن تلمس من خلال الكون أسماء الله الحسنى، لذلك فإن القرآن طافح بالآيات التي تدعو إلى التفكر في خلق السموات والأرض .
والحمد لله رب العالمين
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire