هديه في حب الحياة أثناء الحياة وحب لقاء الله أثناء النزع .
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 1998-06-29
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
الحياة فرصة لا تعوض يُبنى عليها حياة أبدية :
عن عائشة رضي الله عنها قالت, قال عليه الصلاة والسلام:
((من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه, ومن كره لقاء
الله كره الله لقاءه, فقلت: يا نبي الله أكراهية الموت, فكلنا نكره الموت؟
قال عليه الصلاة والسلام: ليس كذلك, ولكن المؤمن إذا بُشِّر برحمة الله,
ورضوانه, وجنته, أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه, وإن الكافر إذا بُشر بعذاب
الله وسخطه, كره لقاء الله, فكره الله لقاءه))
الحديث دقيق, الإنسان ما دام حياً, قلبه ينبض,
يكره الموت, لأن الله عز وجل ركب في أعماقنا حبّ الحياة, هذا كلام حقيقي,
وواقعي, ما من واحد على وجه الأرض يتمنى الموت, إلا أن المؤمن يكره الموت,
ويحب الحياة, ليزداد عمله الصالح, الحياة فرصة لا تعوض, هذه الفرصة سوف
يُبنى عليها حياة أبدية, سيبنى على هذه الحياة المحدودة, الأيام المعدودة,
حياة أبدية, ولا يوجد إنسان يشعر أنه وصل للقمة, دائماً هناك تقصير.فالإنسان إذا كان عنده بحبوحة في الحياة يتلافى التقصير بعمل صالح, بتوبة, بإخلاص, بطلب علم, إلى آخره.
- الإنسان يكره لقاء الله بسبب المعاصي والآثام ويحب لقاء الله بسبب الأعمال الصالحة:
هناك حديثان خطيران بالمعنى نفسه, قال:
((إذا أحبّ لقائي أحببت لقاءه, وإذا كره لقائي كرهت لقاءه))
والحديث الأخير:
((من أحبَّ لقاءَ الله أحبَّ الله لقاءه، ومن كَرِهَ لقاءَ الله كَرِهَ الله لقاءه))
والحقيقة الإنسان يكره لقاء الله بسبب المعاصي والآثام, ويحب لقاء الله بسبب الأعمال الصالحة والطاعات.هذا الذي أحبّ أن يلغي الإسلام بتركيا نهائياً – أتاتورك- يقولون: قبل أن يموت بأسبوع كان يرى النار تحرق بيته, يطلب مدير الإطفائية, و يسبه, و يقول له: ألا تطفئ النار؟ فيجيبه أنه لا يوجد نار! أناس يرون ثعباناً, أناس يرون ناراً تشتعل, الحقيقة: شيء مخيف.
- ملخص الدرس: اعمل عملاً إذا جاء ملك الموت تحب لقاء الله, وإياك من عمل إذا جاء ملك الموت تكره لقاء الله.
والحمد لله رب العالمين
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire