mardi 7 janvier 2014

اسم جديد من أسماء الله الحسنى (المؤمن).

اسم جديد من أسماء الله الحسنى، والاسم اليوم هو (المؤمن).
 
1 – ورودُ اسم ( المؤمن ) في القرآن الكريم:
وقد ورد هذا الاسم في القرآن الكريم في موضع واحد في الآية الكريمة:
﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ﴾

( سورة الحشر الآية: 23 )
2 – معنى ( المؤمن ):
 كلمة مؤمن اشتقاقاً هي اسم فاعل مِن آمَن، يؤمن، فهو مؤمن، أما الثلاثي: أمِن يأمن، آمن. ماذا تعني بالضبط كلمة مؤمن ؟ تعني كلمة مؤمن المصدق، آمن أي صدّق، وتعني كلمة مؤمن الذي ينفذ الأمر بحذافيره، صدق الآمر فأتمر، صدق الآمر في أمره فأتمر، هذا من أوجَه معاني كلمة مؤمن، والدليل قوله تعالى:
﴿ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ ﴾

( سورة يوسف )
أي ما أنت بمصدق، أيها الإخوة، المعاني كثيرة، لكن أوجَه معنى لكلمة مؤمن أنه صدق وأطاع، صدق عقيدة، وأطاع عملاً، المنطلق النظري صدق أن هذا حق، والتطبيق العملي نفذ هذا الأمر.
3 – كيف نفهم اسم ( المؤمن ) ؟
ولكن كيف نفهم أن الله هو ( المؤمن )، كيف نفهم أن ( المؤمن ) اسم من أسماء الله الحسنى ؟ 
- لا يُظلَم عند الله أحد :
من معاني كلمة مؤمن حينما تنسب لله عز وجل، وحينما تكون اسماً من أسماء الله الحسنى أنه أمن الناس أن لا يظلم أحد من خلقه، والإنسان لا يطمئن إلا إذا وحّد، وحينما ترى أن الأمر بيد الله وحده، وأنه:
﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾

( سورة هود الآية: 123 ) 
 لا تتهم الأقدار، لا تقل: لا حظ لي، لا تقل: أضربها يمينا فتأتي شمالا، لا تقال: قلَب لي الدهرُ ظهر المجن، لا تقل: القدر يسخر مني، هذا كله كلام شيطاني:
(( فمن وَجَدَ خيراً فليَحْمَدِ الله، ومن وجد غير ذلك فلا يَلُومَنَّ إلا نَفْسَهُ ))
  – ( المؤمن ) هو مَن يجير المظلوم:

أيها الإخوة الكرام، المؤمن هو الذي يجير المظلوم من الظالم، وتروَى في هذا قصة رمزية: أن ملِكًا في القديم توعد شيخ النجارين بوعيد لا يحتمل، طلب منه مئة كيس نشارة خلال ساعات، يعمل سنتين لا يخرج معه كيس نشارة، وشيخ النجارين مثل نقيب الآن، أيقن هذا الشيخ أنه مقتول لا محالة، فودع أولاده، ودع زوجته، كتب وصيته، أنهى كل شيء، بعد الفجر جاء أتباع الملك ليأخذوه إن لم يؤدِ هذا العدد، فقيل له: مات الملك تعال فاصنع لنا تابوتاً.
أحياناً يجير الله المظلوم من الظالم، هذا معنى اسم ( مؤمن )، الدليل:
﴿ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ ﴾

( سورة المؤمنون الآية: 88 )
من الذي يجير ؟ هذا الذي هدم 70 ألف بيت في غزة، هذه السنة الثالثة ما مات ، والله يمد بعمره، الله عز وجل إذا أخذَ كان أخذُه عزيز مقتدر، وإذا أخذ الظالم لم يفلته.
﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴾

( سورة هود )

- أيها الإخوة الكرام، اسم ( المؤمن ) اسم دقيق جداً، لكنه يتصل أشد الاتصال بالحياة الدنيا، هو ( المؤمن ) الذي يؤمنك، علاقتك معي يا عبدي:
﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾
لو أنه أسلمك إلى غيره كيف يأمرك أن تعبده ؟ مستحيل ! قال لك:

﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾
حياتك بيده، والرزق بيده، والأقوياء بيده، والضعفاء بيده، ومن فوقك بيده، ومن تحتك بيده، وزوجتك بيده، وأولادك بيده، وإذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان عليك فمن معك ؟ ويا رب ماذا فقَد من وجدك ؟ وماذا وجد من فقدك ؟ ابن آدم اطلبني تجدني، فإذا وجدتني وجدت كل شيء، وإن فتك فاتك كل شيء وأنا أحب إليك من كل شيء.
نحن في أمسّ الحاجة إلى هذا الاسم، الناصر الذي يجيرنا من الظالم، نحن في أمسَ الحاجة إلى أن نطمئن إلى وعد الله، الله عز وجل أنشأ لنا حقاً عليه إن عبدناه كانت المكافأة ألاّ يعذبنا.

﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾

( سورة الأنفال )
والحمد لله رب العالمين 
 لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي

Aucun commentaire: