samedi 4 janvier 2014

تفسير سورة يس الأيات 1-7


 قال الله تعالى :

﴿ يس (1) وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6) لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7) ﴾ .


أيها الأخوة الكرام : قبل أن نشرع في تفسير هذه السورة الكريمة ، أورد لكم طائفة من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المتعلقة بهذه السورة :

(( اقْرَءُوا يس عَلَى مَوْتَاكُمْ ))

                                 [ سنن أبي داود عن معقل بن يسار]
ومعنى موتاكم أي الذين شارفوا على الموت .
 
أما الأحاديث المتعلقة بالأحياء قبل الأموات :

(( مَنْ قَرَأَ يس فِي لَيْلَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ غُفِرَ لَهُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ  ((
                                              
                                             [الدارمي عن أبي هريرة]


)) إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْبًا وَإِنَّ قَلْبَ الْقُرْآنِ يس مَنْ قَرَأَهَا فَكَأَنَّمَا قَرَأَ الْقُرْآنَ عَشْرَ مَرَّاتٍ ))


                                                    [ أخرجه الدارمي عن أنس]



﴿ يس (1) ﴾ .
النبي عليه الصلاة والسلام فيما رواه الإمام علي كرم الله وجهه يقول :
(( إن الله تعالى أسماني في القرآن الكريم ـ أي سماني ـ محمداً و أحمداً  وطه  ويس والمزمل والمدثر وعبد الله ))
[ ورد في الأثر]
1 ـ يس اسم للنبي عليه الصلاة و السلام :
النبي عليه الصلاة والسلام يذكر أن يس اسماً له ، وقد جاء في بعض التفاسير أن الله عز وجل خاطبه بهذا الاسم .

2 ـ أو هي نوع من أنواع الإعجاز :
بالإضافة إلى قول بعض المفسرين أن هذه الحروف التي تفتتح بها بعض السور هي من نوع الإعجاز ، أي من مثل هذه الحروف نظم القرآن .
3 ـ أو الله أعلم بمراده :
بعضهم قال : الله أعلم بمراده .

 
﴿ وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) ﴾ .
معنى حكيم أي محكم في نظمه ، محكم في معانيه ، محكم في بنائه ، محكم في مضمونه ، محكم في شكله ، محكم في فحواه ، محكم لأنه من عند الحكيم العليم .

- إذاً النبي عليه الصلاة والسلام هو رسول الله ، جاء بالحق من عند الله ، عرَّفنا بحقيقة الكون ، وحقيقة الدنيا ، وحقيقة الإنسان ، وما مهمة الإنسان في الدنيا ؟ أين كان ؟ وإلى أين المصير ؟ لكن لا يكفي أن تكون مهمة النبي عليه الصلاة والسلام فقط مهمة إبلاغية، ليست فقط مهمة علمية ، ليست فقط مهمة كلامية ، مهمته الكبرى : أنه قدوة ، يقنعك بلسانه وبأفعاله .
  لذلك قال تعالى :
﴿ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) ﴾ .
وهذه حقيقة مهمة جداً ، أي ما قيمة الدعوة إلى الله إن لم تكن على أساس من التطبيق ؟



﴿ وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6) ﴾ .
في بعض التفاسير توجيه لطيف جداً لهذه الآية:  لتنذر قوماً إنذاراً كما أنذر آباؤهم ، هذه الـ (ما) موصولة ، وليست نافية ، لتنذرهم كما أنذر آباؤهم ، لأن الله سبحانه وتعالى رحيم ، لا يدع عباده من دون إنذار ، فعباده يتلقون توجيهاتهم من الله والإنذارات بشكل مستمر : 
﴿ لِتُنْذِرَ قَوْمًا (6) ﴾ . 
أي أهل مكة : 
﴿ مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ (6) ﴾ .
لتنذرهم إنذارا كالذي أنذر به آباؤهم :
﴿ فَهُمْ غَافِلُونَ (6) ﴾ .
غافلون عن الله عز وجل ، غافلون عما ينتظرهم من عذاب أليم ، غافلون عما أعدّ لهم من نعيم مقيم ، غافلون عن هذا التشريع العظيم .
  
﴿ لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7)﴾ .
أيها الأخوة : أتمنى على الله جلّ وعلا أن نفهم هذه الآية فهماً دقيقاً : 
 
﴿ لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ (7)﴾ .
أي قول هذا ؟! ربنا سبحانه وتعالى له سنن في الحياة ، وله قوانين ، هذه نواميس الكون ، هذه سنن الخلق ، مثلاً : لو أن مادة تقول : إذا انقطع الطالب عن المدرسة أسبوعين يفصل ، فإذا سأل مدير المدرسة أحد الموجهين : ائتني بدوام هذا الطالب ، فجاءه بغياب سبعة عشر يوماً ، يقول له لا حول ولا قوة إلا بالله ، لقد انطبقت عليه المادة الثانية من النظام الداخلي بوجوب فصله .

معنى﴿ حق القول على أكثرهم ﴾ أي هذه السنن التي سنّها الله عز وجل ، هذه القواعد التي قَعَّدَها الله عز وجل ، هذه القوانين التي قننها الله عز وجل ، هذه المبادئ التي وضعها الله عز وجل ، تقتضي أنه من يكذب برسالات الله عز وجل ، يشقى في الدنيا والآخرة .
                   الحمد الله رب العالمين


Aucun commentaire: