الأرضون السبع :
بقلم : د زغلول النجار
- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِي قَالَ حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : " مَنْ ظَلَمَ مِنْ الأَرْضِ شَيْئًا طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ "
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : " مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ ظُلْمًا فَإِنَّهُ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ ".
هل الأرضين السبع هي سبعُ كواكبٍ مُنفَصِلةٍ مثل أرضنا ، لكلِّ أرضٍ منها سماؤُها؟ . وإذا كان كذلك فأين هي ؟ . خاصَّةً وأنّ أعدادَ الكواكبِ في الجزءِ المُدْرَك من السماء الدنيا كثيرةٌ, وقد بدأت البحوث الفلكيّة في اكتشاف أعدادٍ منها على الرّغم من صعوبة ذلك . هل هي من كواكب المجموعة الشمسيّة كما كان يُظَنُّ إلى عهدٍ قريبٍ قبلَ أن يصلَ عدد المُكتَشَف منها إلى أَحَدَ عَشَرَ كوكباَ ؟ ، أم هي سبعُ نُطُقٍ في أرضنا التي نحيا عليها يُغْلِق الخارجُ منها الداخلَ فيها, وتتطابق حول مركزٍ واحدٍ ؟ .
والأحاديث النبويّة الشريفة المُشَار إليها آنفاً تؤيِّد التصوُّر الأخير الذي أثبتته الدراسات الفيزيائيّة لتركيب الأرض الداخليّ على النحو التالي :
لُبّ الأرض الصلب : وهو عبارةٌ عن نواةٍ صلبةٍ من الحديد (90%) , والنيكل (9%), مع قليلٍ من العناصر الخفيفة من مثل الكربون, والفوسفور, والكبريت, والسيليكون, والأوكسجين (1%), وهو تركيبٌ قريبٌ من تركيب النيازك الحديديّة مع زيادةٍ واضحةٍ في نسبة الحديد, ويبلغ قطر هذه النواة حاليًا حوالي (2402) كيلو متر, وتُقَدَّر كثافتها بحواليْ 10– 13.5 جرام للسنتيمتر المكعب ؛ ذلك لأن متوسط كثافة صخور القشرة الأرضية ككل هو 5.5 جرام للسنتيمتر المكعب ، وتعتبر تلك النواة الأرض السابعة . نطاق لُبِّ الأرض السائل (الخارجي) : وهو نطاقٌ سائلٌ تقريباً , يحيط باللُبّ الصلب, وله نفس تركيبه الكيميائيّ تقريباً, ولكنّه في حالة انصهار, ويُقَدَّر سُمْكُه بحواليْ (2275) كيلو متر, ويفصله عن اللُبّ الصلب منطقةٌ انتقاليةٌ شبهُ منصهرةٍ يبلغ سُمْكُها (450) كيلو متر, تُعْتَبَر الجزء الأسفل من هذا النطاق الذي يمثل الأرض السادسة, ويكون كل من اللُبّ الصلب والسائل حواليْ 31 % من كتلة الأرض .
النطاق الأسفل من وشاح الأرض (الوشاح السفلي) : وهو نطاقٌ صلبٌ يُحِيط بلُبّ الأرض السائل , ويبلغ سُمْكُه حواليْ (2215) كيلو متر (من عمق 670كم إلى عمق 2885كم) ويفصله عن الوشاح الأَوْسط (الذي يعلوه) مستوى انقطاع للموجات الاهتزازيّة الناتجة عن الزلازل, ويُعْتَبَر هذا النطاق الأرض الخامسة .
النطاق الأوسط من وشاح الأرض (الوشاح الأوسط):وهو نطاقٌ صلبٌ يبلغ سُمْكُه حواليْ (270) كيلو متر, ويَحُدُّه من أعلى وأسفل مستويان من مستويات انقطاع الموجات الاهتزازيّة يقع أحدهما على عمق (670) كيلو متر (ويفصله عن الوشاح الأسفل), ويقع الآخر على عمق (400) كيلو متر تحتَ سطح الأرض, ويَفصِلُه عن الوشاح الأعلى, ويمثِّل هذا النطاق الأرض الرابعة .
النطاق الأعلى من وشاح الأرض (الوشاح العلوي) : وهو نطاقٌ لدنٌ, شبهُ منصهرٍ, عالي الكثافة واللزوجة, تَبْلُغ نسبة الانصهار فيه حواليْ (1%), ولذلك فإنه يُعْرَف باسم نطاق الضَّعف الأرضي, ويَمْتَدُّ بين عمق (65–120) كيلو متر, وعمق (400) كيلو متر تحتَ سطح الأرض, ولذلك يترواح سُمْكُه بين (335) , (380) كيلو متر, ويعتبر هذا النطاق الأرض الثالثة .النطاق السفلي من الغــلاف الصخري للأرض :ويتراوح سُمْكُه بيْن (40) , (60) كيلو متر (بين أعماق 60–80 كيلو مترًا , (120) كيلو متر تحتَ سطح الأرض, ويَحُدُّه من أسفل الحدّ العلويّ لنطاق الضعف الأرضيّ, ومن أعلى خط انقطاع الموجات الاهتزازيّة المعروف باسم "الموهو", ويمثُّلُ هذا النطاق الأرض الثانية .النطاق العلوي من الغلاف الصخري للأرض (قشرة الأرض) :ويتراوح سُمْكُه بيْن (8,5) كيلو مترات تحتَ قِيْعانِ البحار والمحيطات وبيْن (80,60) كيلو متر في المتوسّط تحتَ القارات , ويتكون غالباَ من الصخور الجرانيتيّة المغطاة بسُمْك رقيقٍ من التتابعات الرسوبيّة والتربة , ويَغْلُب على تركيبها العناصر الخفيفة في كُتًل القارات , والصخور القاعديّة وفوقَ القاعديّة وبعض الرسوبيّات في قِيعَان البحار والمحيطات , وتُعْتَبَر قشرة الأرض هي الأرض الأولى .
هذا التفسير يتطابق مع أحاديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم - المذكورة في مطلع هذه الكلمة , خاصةً حينما يَذْكُر التعبير المُعْجِز " خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين " مما يشير إلى تطابق تلك الأرضين حولَ مركزٍ واحدٍ, ويُدَعِّمُه قول الحق تبارك وتعالى في سورة إبراهيم , عقب الآيات المُحَذرَة من الظلم والتي أشرنا إليها في الأسطر السابقة : " يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الوَاحِدِ القَهَّار " (إبراهيم: 48) .
وقول عز من قائل في ختام سورة الطلاق : " اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً " (الطلاق:12) .وقوله سبحانه وتعالى في سورة الملك : " الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ البَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ . ثُمَّ ارْجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ " (الملك:3– 4) .
و " طباقًا " هنا معناها متطابقة حولَ مركزٍ واحدٍ , يُغَلِّف الخارجُ منها الداخلَ فيها , وليست طباقًاً بمعنى طبقات بعضُها فوقَ بعضٍ بهيئةٍ أفقيةٍ كما تَصَوَّرَها البعضُ من قبل , ورَحِمَ الله اليقاعي الذي قال :" طباقًا "أي : ذاتُ أطباقٍ , بحيثُ يكون كلُّ جزءٍ منها مطابقاً للجزء من الأخرى , ولا يكون جزءٌ منها خارجًا عن ذلك , وهي لا تكون كذلك إلا أن تكون الأرض كُرَوِيَّةً , والسماء الدنيا مُحِيطَةٌ بها إحاطة قشر البيضة من جميع الجوانب , والسماء الثانية مُحِيطَةٌ بالسماء الدنيا , وهكذا إلى أن يكون العرش مُحِيطًا بالكلِّ , والكُرسِيّ الذي هو أقربُها بالنسبة إليه كحلقةٍ في فلاةٍ , فما ظَنُّكَ بما تَحتَه , وكلُّ سماءِ من التي فوقَها بهذه النِّسبة , وقد قرَّر أهلُ الهيئةِ أنَّها كذلك , وليس في الشرع ما يُخَالِفُه , بل ظاهُرُه يُوَافِقُه .
بقلم : د زغلول النجار
- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِي قَالَ حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : " مَنْ ظَلَمَ مِنْ الأَرْضِ شَيْئًا طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ "
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : " مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ ظُلْمًا فَإِنَّهُ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ ".
هل الأرضين السبع هي سبعُ كواكبٍ مُنفَصِلةٍ مثل أرضنا ، لكلِّ أرضٍ منها سماؤُها؟ . وإذا كان كذلك فأين هي ؟ . خاصَّةً وأنّ أعدادَ الكواكبِ في الجزءِ المُدْرَك من السماء الدنيا كثيرةٌ, وقد بدأت البحوث الفلكيّة في اكتشاف أعدادٍ منها على الرّغم من صعوبة ذلك . هل هي من كواكب المجموعة الشمسيّة كما كان يُظَنُّ إلى عهدٍ قريبٍ قبلَ أن يصلَ عدد المُكتَشَف منها إلى أَحَدَ عَشَرَ كوكباَ ؟ ، أم هي سبعُ نُطُقٍ في أرضنا التي نحيا عليها يُغْلِق الخارجُ منها الداخلَ فيها, وتتطابق حول مركزٍ واحدٍ ؟ .
والأحاديث النبويّة الشريفة المُشَار إليها آنفاً تؤيِّد التصوُّر الأخير الذي أثبتته الدراسات الفيزيائيّة لتركيب الأرض الداخليّ على النحو التالي :
لُبّ الأرض الصلب : وهو عبارةٌ عن نواةٍ صلبةٍ من الحديد (90%) , والنيكل (9%), مع قليلٍ من العناصر الخفيفة من مثل الكربون, والفوسفور, والكبريت, والسيليكون, والأوكسجين (1%), وهو تركيبٌ قريبٌ من تركيب النيازك الحديديّة مع زيادةٍ واضحةٍ في نسبة الحديد, ويبلغ قطر هذه النواة حاليًا حوالي (2402) كيلو متر, وتُقَدَّر كثافتها بحواليْ 10– 13.5 جرام للسنتيمتر المكعب ؛ ذلك لأن متوسط كثافة صخور القشرة الأرضية ككل هو 5.5 جرام للسنتيمتر المكعب ، وتعتبر تلك النواة الأرض السابعة . نطاق لُبِّ الأرض السائل (الخارجي) : وهو نطاقٌ سائلٌ تقريباً , يحيط باللُبّ الصلب, وله نفس تركيبه الكيميائيّ تقريباً, ولكنّه في حالة انصهار, ويُقَدَّر سُمْكُه بحواليْ (2275) كيلو متر, ويفصله عن اللُبّ الصلب منطقةٌ انتقاليةٌ شبهُ منصهرةٍ يبلغ سُمْكُها (450) كيلو متر, تُعْتَبَر الجزء الأسفل من هذا النطاق الذي يمثل الأرض السادسة, ويكون كل من اللُبّ الصلب والسائل حواليْ 31 % من كتلة الأرض .
النطاق الأسفل من وشاح الأرض (الوشاح السفلي) : وهو نطاقٌ صلبٌ يُحِيط بلُبّ الأرض السائل , ويبلغ سُمْكُه حواليْ (2215) كيلو متر (من عمق 670كم إلى عمق 2885كم) ويفصله عن الوشاح الأَوْسط (الذي يعلوه) مستوى انقطاع للموجات الاهتزازيّة الناتجة عن الزلازل, ويُعْتَبَر هذا النطاق الأرض الخامسة .
النطاق الأوسط من وشاح الأرض (الوشاح الأوسط):وهو نطاقٌ صلبٌ يبلغ سُمْكُه حواليْ (270) كيلو متر, ويَحُدُّه من أعلى وأسفل مستويان من مستويات انقطاع الموجات الاهتزازيّة يقع أحدهما على عمق (670) كيلو متر (ويفصله عن الوشاح الأسفل), ويقع الآخر على عمق (400) كيلو متر تحتَ سطح الأرض, ويَفصِلُه عن الوشاح الأعلى, ويمثِّل هذا النطاق الأرض الرابعة .
النطاق الأعلى من وشاح الأرض (الوشاح العلوي) : وهو نطاقٌ لدنٌ, شبهُ منصهرٍ, عالي الكثافة واللزوجة, تَبْلُغ نسبة الانصهار فيه حواليْ (1%), ولذلك فإنه يُعْرَف باسم نطاق الضَّعف الأرضي, ويَمْتَدُّ بين عمق (65–120) كيلو متر, وعمق (400) كيلو متر تحتَ سطح الأرض, ولذلك يترواح سُمْكُه بين (335) , (380) كيلو متر, ويعتبر هذا النطاق الأرض الثالثة .النطاق السفلي من الغــلاف الصخري للأرض :ويتراوح سُمْكُه بيْن (40) , (60) كيلو متر (بين أعماق 60–80 كيلو مترًا , (120) كيلو متر تحتَ سطح الأرض, ويَحُدُّه من أسفل الحدّ العلويّ لنطاق الضعف الأرضيّ, ومن أعلى خط انقطاع الموجات الاهتزازيّة المعروف باسم "الموهو", ويمثُّلُ هذا النطاق الأرض الثانية .النطاق العلوي من الغلاف الصخري للأرض (قشرة الأرض) :ويتراوح سُمْكُه بيْن (8,5) كيلو مترات تحتَ قِيْعانِ البحار والمحيطات وبيْن (80,60) كيلو متر في المتوسّط تحتَ القارات , ويتكون غالباَ من الصخور الجرانيتيّة المغطاة بسُمْك رقيقٍ من التتابعات الرسوبيّة والتربة , ويَغْلُب على تركيبها العناصر الخفيفة في كُتًل القارات , والصخور القاعديّة وفوقَ القاعديّة وبعض الرسوبيّات في قِيعَان البحار والمحيطات , وتُعْتَبَر قشرة الأرض هي الأرض الأولى .
هذا التفسير يتطابق مع أحاديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم - المذكورة في مطلع هذه الكلمة , خاصةً حينما يَذْكُر التعبير المُعْجِز " خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين " مما يشير إلى تطابق تلك الأرضين حولَ مركزٍ واحدٍ, ويُدَعِّمُه قول الحق تبارك وتعالى في سورة إبراهيم , عقب الآيات المُحَذرَة من الظلم والتي أشرنا إليها في الأسطر السابقة : " يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الوَاحِدِ القَهَّار " (إبراهيم: 48) .
وقول عز من قائل في ختام سورة الطلاق : " اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً " (الطلاق:12) .وقوله سبحانه وتعالى في سورة الملك : " الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ البَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ . ثُمَّ ارْجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ " (الملك:3– 4) .
و " طباقًا " هنا معناها متطابقة حولَ مركزٍ واحدٍ , يُغَلِّف الخارجُ منها الداخلَ فيها , وليست طباقًاً بمعنى طبقات بعضُها فوقَ بعضٍ بهيئةٍ أفقيةٍ كما تَصَوَّرَها البعضُ من قبل , ورَحِمَ الله اليقاعي الذي قال :" طباقًا "أي : ذاتُ أطباقٍ , بحيثُ يكون كلُّ جزءٍ منها مطابقاً للجزء من الأخرى , ولا يكون جزءٌ منها خارجًا عن ذلك , وهي لا تكون كذلك إلا أن تكون الأرض كُرَوِيَّةً , والسماء الدنيا مُحِيطَةٌ بها إحاطة قشر البيضة من جميع الجوانب , والسماء الثانية مُحِيطَةٌ بالسماء الدنيا , وهكذا إلى أن يكون العرش مُحِيطًا بالكلِّ , والكُرسِيّ الذي هو أقربُها بالنسبة إليه كحلقةٍ في فلاةٍ , فما ظَنُّكَ بما تَحتَه , وكلُّ سماءِ من التي فوقَها بهذه النِّسبة , وقد قرَّر أهلُ الهيئةِ أنَّها كذلك , وليس في الشرع ما يُخَالِفُه , بل ظاهُرُه يُوَافِقُه .
الحمد لله رب العالمين .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire