التفسير المختصر - سورة الرحمن (55) - الدرس (1-9) : تفسير الآيات 1 - 4 ، البيان القرآني
أيها الأخوة الكرام:
الآية الأولى في سورة الرحمن وهي قوله تعالى:
الإنسان بلا منهج، دابة متفلتة ! من دون منهج، لأن الله أودع فيه الشهوات، والشهوات تدفعه إلى حركة عدوانية، إلى أن يأخذ ما ليس له، إلى أن يعتدي على أعراض الناس، إلى أن يأخذ أموالهم، إلى أن يستكبر، يتغطرس، يستعلي، كل الصفات المذمومة سببها كائنٌ وضعت فيه شهوات، رفض المنهج الذي شرع له، فتحرك وفق شهوته، فلذلك قدم الله تعليم القرآن على خلق الإنسان ليبن لنا أن وجود الإنسان أصلاً لا قيمة له ولا معنى له من دون منهج يسير عليه.
وفرق المؤمن على غير المؤمن، أن المؤمن في حياته منهج في حرام وفي حلال، في مباح في مكروه، في محرم تحريم قطعي في كراهة تحريمه، كراهة تنزيهية، في إباحة، في ندب، في استحسان، في واجب، في فرض، كل شيئاً في حياته، لا بد من أن ينطبق عليه أحد هذه الأحكام، إما أنه فرض كالصلاة والصوم والحج والزكاة، والصدق والأمانة، أو أنه واجب كصلاة الوتر مثلاً، أو أنه سنة مؤكدة، أو سنة غير مؤكدة، أو مستحب، أو مباح، أو مكروه تنزيهاً أو مكروه تحريماً، أو محرم، في منهج، في حلال، في حرام، في حق، في باطل، في خير، في شر، في كمال، في نقص لذلك:
لماذا علمه البيان ؟ ليتعرف إلى الرحمن، ليطلب العلم، علمه البيان
ليعرف، وليُعرف، يعني أخطر ما يتميز به الإنسان هذا البيان الإنسان يتكلم،
يعبر عن أفكاره، وعن مشاعره تعبيراً شفهياً وكتابياً ويتلقى أفكار
الآخرين، ومشاعرهم، قراءةً أو سماعاً.
هناك أربع نشاطات، أن تنطق، وأن تكتب، وأن تستمع وأن تقرأ التكلم، والكتابة، والاستماع، والقراءة، نشاطات لغوية أساسية، هذا من كرامة الإنسان على الله عز وجل، لولا أنه مكرم لما علمه البيان، البيان شيء رائع جداً، تعبر عن كل حاجاتك، وعن كل أفكارك، وعن كل مشاعرك، تعبيراً بكلمات قليلة، تصل إلى أهداف كبيرة، فهنيئاً لمن استخدم البيان لطلب العلم، وفي تعليم العلم والويل لمن استخدم البيان لإثارة الشهوات، هناك قصص ماجلة هناك أدب رخيص، هناك أدب يثير الشهوات السفلة في الإنسان هناك أدب يقلب الإنسان إلى كائن شهواني متمرد، فهذا أدب رخيص فهذا أدب يدمر أمة بأكملها.
فلذلك كل شيء الله خلق حيادي، البيان حيادي، يمكن أن يكون سلم ترقى به إلى أعلى عليين، أو دركات تهوي بها إلى أسفل السافلين، البيان.
فهذا البيان، إن طلبت به العلم وأن علمت به العلم، ارتقى بك، كان سلم إلى الجنة.
وهذا البيان، إن أردت أن توقع بين الناس، إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً، يهوي بها في جهنم سبعين خريفاً، كلمة يتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً، يهوي بها في جهنم سبعين خريفاً، قالت إن قصيرة !.
السيدة عائشة، قالت عن أخته صفية إنها قصيرة.
قال يا عائشة: لقد قلت كلمة لو مزجت في مياه البحر لأفسدته
فبهذا اللسان ترقى، وبهذا اللسان تسفر، ما ذكرني عبدي في نفسه إلا ذكرته في ملئنٍ من ملائكتي، ولا ذكرني عبدي في ملئنٍ من خلقي، إلا ذكرت في ملئنٍ خير منهم، أمرت أن يكون صمت فكراً ونطقي ذكراً، ونظري عبرة، علمه البيان ليتعرف إلى الواحد الديان علمه البيان ليعلم القرآن، خيركم من تعلم القرآن وعلمه، علمه البيان ليجاهد بالقرآن جهاداً كبيراً.
مرة قرأت بمقالة لإنسان ملحد، هي أربع كلمات قالهن، إذا الإنسان صدقهن بيتزلزل، أنت أخلاقي لأنك ضعيف، وأنت ضعيف لأنك أخلاقي، هل رأيتم كلمة تهدم الأخلاق كهذه الكلمة ؟ هي بالكلام علمه البيان، ليتعرف للواحد الديان، ليطلب العلم، ليعلم العلم، ليتعلم القرآن، ليعلم القرآن، ليسمو بنفسه وهناك من يقرأ القصص والروايات، ويتابع الأفلام، طبعاً نفسه تسفل، لأنها تعالج موضوعات لا تسمو بالنفس، موضوعات ساقطة، فإذا عشت معها دائماً سقط الإنسان معها.
واحد باع بيته بالعملة الصعبة، بمبلغ فلكي، وفي بجيبته ميزان يكشف ما إذا كانت هذه العملة مزورة أو صحيحة، ما استعمله قبض المبلغ ثم اكتشف أنه مزور، وبيته ثمنه مائة مليون، قبض مليونين دولار بسعر مغري، وفي معه جهاز يكشف زيف هذه العملة من صحيحها، ما استخدمه، طبعاً هذا مثل حاد وكل واحد منا معه جهاز يكشف الحق من الباطل، والخير من الشر، والحلال من الحرام ما استخدمه، وقع في شر عمله.
إذاً مبادئ العقل متوافقة مع مبادئ الكون، لذلك لا معنى للعقل من دون كون ينطبق عليه، ولا معنى لكون عظيم، من دون عقل يدرك قيمته.
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 1997-07-05
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين :أيها الأخوة الكرام:
الآية الأولى في سورة الرحمن وهي قوله تعالى:
﴿ الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)﴾
قد يتساءل الإنسان، الرحمن، علم القرآن، خلق
الإنسان علمه القرآن ثم خلقه، هذا الترتيب لا يقبل العقل ! إلا أن علماء
التفسير قالوا: قُدم تعليم القرآن على خلق الإنسان تقديم رتبياً، لا
تقديماً زمنياً، لأن الله سبحانه وتعالى أراد من هذا التقديم أن يبين لنا
أن وجود الإنسان ، لا معنى له من دون منهجاً يسير عليه.الإنسان بلا منهج، دابة متفلتة ! من دون منهج، لأن الله أودع فيه الشهوات، والشهوات تدفعه إلى حركة عدوانية، إلى أن يأخذ ما ليس له، إلى أن يعتدي على أعراض الناس، إلى أن يأخذ أموالهم، إلى أن يستكبر، يتغطرس، يستعلي، كل الصفات المذمومة سببها كائنٌ وضعت فيه شهوات، رفض المنهج الذي شرع له، فتحرك وفق شهوته، فلذلك قدم الله تعليم القرآن على خلق الإنسان ليبن لنا أن وجود الإنسان أصلاً لا قيمة له ولا معنى له من دون منهج يسير عليه.
وفرق المؤمن على غير المؤمن، أن المؤمن في حياته منهج في حرام وفي حلال، في مباح في مكروه، في محرم تحريم قطعي في كراهة تحريمه، كراهة تنزيهية، في إباحة، في ندب، في استحسان، في واجب، في فرض، كل شيئاً في حياته، لا بد من أن ينطبق عليه أحد هذه الأحكام، إما أنه فرض كالصلاة والصوم والحج والزكاة، والصدق والأمانة، أو أنه واجب كصلاة الوتر مثلاً، أو أنه سنة مؤكدة، أو سنة غير مؤكدة، أو مستحب، أو مباح، أو مكروه تنزيهاً أو مكروه تحريماً، أو محرم، في منهج، في حلال، في حرام، في حق، في باطل، في خير، في شر، في كمال، في نقص لذلك:
﴿الرحمن، علم القرآن، خلق الإنسان، علمه البيان﴾
هناك أربع نشاطات، أن تنطق، وأن تكتب، وأن تستمع وأن تقرأ التكلم، والكتابة، والاستماع، والقراءة، نشاطات لغوية أساسية، هذا من كرامة الإنسان على الله عز وجل، لولا أنه مكرم لما علمه البيان، البيان شيء رائع جداً، تعبر عن كل حاجاتك، وعن كل أفكارك، وعن كل مشاعرك، تعبيراً بكلمات قليلة، تصل إلى أهداف كبيرة، فهنيئاً لمن استخدم البيان لطلب العلم، وفي تعليم العلم والويل لمن استخدم البيان لإثارة الشهوات، هناك قصص ماجلة هناك أدب رخيص، هناك أدب يثير الشهوات السفلة في الإنسان هناك أدب يقلب الإنسان إلى كائن شهواني متمرد، فهذا أدب رخيص فهذا أدب يدمر أمة بأكملها.
فلذلك كل شيء الله خلق حيادي، البيان حيادي، يمكن أن يكون سلم ترقى به إلى أعلى عليين، أو دركات تهوي بها إلى أسفل السافلين، البيان.
﴿ والشعراء يتبعهم الغاوون، ألم تر أنهم في كل واد
يهيمون، وأنهم يقولون ما لا يفعلون، في كل واد يهيمون، وأنهم يقولون ما لا
يفعلون، إلا الذين آمنوا ﴾
فهذا البيان التكلف، في جلسة، جلسة علم، جلسة
في بيت، الحديث عن الله عز وجل، كل الحاضرين تسموا نفوسهم ويسعدون، ما جلس
قوم في بيت من بيوت الله يتدارسون الكتاب، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم
الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عندهم، والمادة هو الكلام،
والأنبياء جاءوا بالكلمة، جلسة نفسه، لو أن الحديث عن النساء، وعن الشهوات،
قاموا عن أنتن من جيفة حمار، ما جلس قوم مجلساً، لم يذكروا الله فيه، إلا
قاموا عن أنتن من جيفة حمار. فهذا البيان، إن طلبت به العلم وأن علمت به العلم، ارتقى بك، كان سلم إلى الجنة.
وهذا البيان، إن أردت أن توقع بين الناس، إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً، يهوي بها في جهنم سبعين خريفاً، كلمة يتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً، يهوي بها في جهنم سبعين خريفاً، قالت إن قصيرة !.
السيدة عائشة، قالت عن أخته صفية إنها قصيرة.
قال يا عائشة: لقد قلت كلمة لو مزجت في مياه البحر لأفسدته
فبهذا اللسان ترقى، وبهذا اللسان تسفر، ما ذكرني عبدي في نفسه إلا ذكرته في ملئنٍ من ملائكتي، ولا ذكرني عبدي في ملئنٍ من خلقي، إلا ذكرت في ملئنٍ خير منهم، أمرت أن يكون صمت فكراً ونطقي ذكراً، ونظري عبرة، علمه البيان ليتعرف إلى الواحد الديان علمه البيان ليعلم القرآن، خيركم من تعلم القرآن وعلمه، علمه البيان ليجاهد بالقرآن جهاداً كبيراً.
﴿ وجاهدهم به جهادا كبيرا ﴾
بالبيان كله والأنبياء جاءوا بالكلمة.
﴿ مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس ﴾
فالكلمة الطيبة تطير في أطراف الأرض، وينتفع بها خلق كثير والكلمة
الخبيثة تطير أيضاً في أطراف في الأرض، وتؤذي خلقاً كثيرين المذاهب الهدامة
كلمات، مقالات، كتب، هذه كلمة تلقى فكرة تطرح تزلزل عقائد الناس.مرة قرأت بمقالة لإنسان ملحد، هي أربع كلمات قالهن، إذا الإنسان صدقهن بيتزلزل، أنت أخلاقي لأنك ضعيف، وأنت ضعيف لأنك أخلاقي، هل رأيتم كلمة تهدم الأخلاق كهذه الكلمة ؟ هي بالكلام علمه البيان، ليتعرف للواحد الديان، ليطلب العلم، ليعلم العلم، ليتعلم القرآن، ليعلم القرآن، ليسمو بنفسه وهناك من يقرأ القصص والروايات، ويتابع الأفلام، طبعاً نفسه تسفل، لأنها تعالج موضوعات لا تسمو بالنفس، موضوعات ساقطة، فإذا عشت معها دائماً سقط الإنسان معها.
﴿الرحمن، علم القرآن، خلق الإنسان، علمه البيان ﴾
لا معنى لوجود الإنسان من دون منهج يسير عليه، علمه القرآن وخلقه
﴿ الشمس والقمر بحسبان، والنجم والشجر يسجدان، والسماء رفعها ووضع الميزان ﴾
يعني في حسابات دقيقة جداً بالكون، حسابات
دقيقة إلى درجة مذهلة، نحن مثلاً نضبط ساعاتنا على ساعات بك بن، نظنها أدق
ساعة بالعالم، ساعة بغ بن تضبط على نجم، قد تقصر بالعام ثانية واحدة، في
العام، هذا النجم هو الأصل، نجم يمشي ملايين، ملايين الأميال، بسرعات
مذهلة، ولا يتأخر ولا يتقدم، ولا معشار الثانية حتى أن ساعةً بك بن تضبط
عليه.
﴿ الشمس والقمر بحسبان، والنجم والشجر يسجدان ﴾
كل مخلوق يستمد مقومات وجوده ومقومات استمرار
وجوده من الله عز وجل، يستمد مقومات وجوده، ومقومات استمرار وجوده من الله
عز وجل، والنجم، النبات الصغير، والشجر، العملاق سيان، فيروس الإيدز أضعف
فيروس بالأرض، والفيل، والحوت الأزرق 150 طن وزنه، كلاهما مفتقر إلى الله.
﴿ والسماء رفعها ووضع الميزان ﴾
في عقل، وفي كون الميزان هنا العقل يعني أعطاك ميزان تزن به الأشياء، الذي يهمل الميزان يتألم أشد الألم.واحد باع بيته بالعملة الصعبة، بمبلغ فلكي، وفي بجيبته ميزان يكشف ما إذا كانت هذه العملة مزورة أو صحيحة، ما استعمله قبض المبلغ ثم اكتشف أنه مزور، وبيته ثمنه مائة مليون، قبض مليونين دولار بسعر مغري، وفي معه جهاز يكشف زيف هذه العملة من صحيحها، ما استخدمه، طبعاً هذا مثل حاد وكل واحد منا معه جهاز يكشف الحق من الباطل، والخير من الشر، والحلال من الحرام ما استخدمه، وقع في شر عمله.
﴿ والسماء رفعها ووضع الميزان ﴾
مبادئ الميزان تتوافق مع مبادئ الكون، بالكون
كل شيء له سبب، وعقلك لا يقبل شيء بلا سبب، بالكون كل شيء له غاية، وعقلك
لا يقبل شيء بلا غاية وعقلك لا يقبل شيئاً بلا غاية، بالكون ليس هناك
تناقض، والعقل البشري يرفض التناقض.إذاً مبادئ العقل متوافقة مع مبادئ الكون، لذلك لا معنى للعقل من دون كون ينطبق عليه، ولا معنى لكون عظيم، من دون عقل يدرك قيمته.
﴿ والسماء رفعها ووضع الميزان ألا تطغوا في الميزان وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان. ﴾
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب
العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أعطنا
ولا تحرمنا، وأكرمن ولا تهنا وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وأرض عنا وصلى
الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire