هل الإنسان مخير؟، وفي اللحظة التي يتوهم أن الله أجبره على أعماله السيئة فقد وقع في عقيدة زائغة، هذه العقيدة الزائغة التي تسمى عقيدة الجبر هي وراء حالة المسلمين الذين توهموا أنه لا حول لهم ولا قوة ؛ مع أن الإنسان في آيات كثيرة جداً واضحة، صريحة، قطعية الدلالة، مخير فيما كلف، وأذكركم ببعض هذه الآيات:
- ﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ
السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا )3) ﴾ سورة الإنسان
- ﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ
مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ )148) ﴾ سورة البقرة
- ﴿ فَمَنْ شَاءَ
فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ )29) ﴾ سورة الكهف
- دائماً
وأبداً وأتمنى أن يكون هذا واضحاً لديكم أن الإنسان أحياناً
بعقله الباطن يؤمن ببعض الأفكار لا
لأنها صحيحة، ولكن لأنها مريحة، و سآتيكم بالدليل، إنسان يريد أن
يشتري سيارة
وإنسان آخر كذلك، الأول اشترى والثاني لم يشترِ، سرى في البلد إشاعة أنه سوف يصدر قانون بتخفيض
الرسوم الجمركية إلى النصف، الذي اشترى السيارة يكذب هذه الإشاعة من دون بحث ولا درس ولا دليل،
تكذيبها يريحه، والذي لم يشترِ يصدقها من دون دليل، فأنت أحياناً تكذب بلا دليل وتصدق بلا دليل.
- أنت
حينما تتوهم أنك مسير ولست مخيراً شلت حركتك وقعدت ولم تعمل شيئاً، أما حينما توقن
أنك مخير وأن الله ينتظرك لذلك أنا أدعوك أن تقرأ القرآن الكريم قراءة واعية، وأن تعتقد أن العقيدة الصحيحة ينبغي أن تأخذها من القرآن الكريم
لا من أقوال العامة، من كتاب الله الصريح:
﴿ وَلِكُلٍّ
وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ )148) ﴾ سورة البقرة
لو أردت أن ألغي اختياركم وتكليفكم وحملكم
للأمانة وأن أجبركم على شيء ما لما أجبرتكم إلا على الهدى:
﴿ وَلَوْ شِئْنَا
لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ (13))سورة السجدة
ولكن
هذه الأعمال الذي تقترفونها ليست من قضاء الله وقدره بل من اختياركم، من اختياركم
أنت وسوف تحاسبون عليه
الإنسان بعقله الباطن يميل إلى أن يعزو أخطاءه إلى غيره أو إلى القضاء والقدر
الاعتقاد بالقضاء والقدر لا يلغي المسؤولية
التمييز بين القضاء و القدر و بين جزاء التقصير :
أيها الأخوة، أنا
لا أرى في العقيدة موضوعاً أخطر من القضاء والقدر لكن أن نعزي كل
أخطائنا إلى القضاء والقدر، أن نعزي كل تقصيرنا إلى القضاء
والقدر، أن نرسل كل حججنا باتجاه القضاء والقدر، هذا كلام لا يقبل
ولا يعقل، نحن مقصرون، وأريد أن أؤكد لكم أيها الأخوة، البطل الذي يعترف
بخطئه، والبطل الذي يعزي الخطأ إليه لا بادئ ذي بدء أحياناً يكون في خطأ
بتربية الأولاد، الناتج لهذه التربية الخاطئة يجب أن يتحملها الأب، الأب
مسؤول، وفي خطأ يعزى إلى المعلم، وفي خطأ يعزى إلى أولي الأمر، فالبطولة أن تكون جريئاً وأن تصرح أنك أخطأت، أما كل شيء يعزى للقضاء والقدر، أردت أن أميز بين القضاء والقدر وبين جزاء التقصير.
طالب ما درس أبداً فلم ينجح كلما سئل عن نتيجة هذا العام الدراسي يقول: الله ما كتب لي النجاح، هكذا ترتيب الله ما في إذن بالنجاح، كلام غير صحيح يجب أن يقول أنا لم أنجح لأني لم أدرس، وإياك أن تدخل القضاء والقدر بالموضوع، أما طالب درس دراسة عالية جداً، متقنة جداً، وقبل الامتحان بيومين أصابه طارئ على صحته منعه أن يؤدي الامتحان هذا الطالب بالذات له أن يقول الله عز وجل ما شاء لي أن أنجح.
طالب ما درس أبداً فلم ينجح كلما سئل عن نتيجة هذا العام الدراسي يقول: الله ما كتب لي النجاح، هكذا ترتيب الله ما في إذن بالنجاح، كلام غير صحيح يجب أن يقول أنا لم أنجح لأني لم أدرس، وإياك أن تدخل القضاء والقدر بالموضوع، أما طالب درس دراسة عالية جداً، متقنة جداً، وقبل الامتحان بيومين أصابه طارئ على صحته منعه أن يؤدي الامتحان هذا الطالب بالذات له أن يقول الله عز وجل ما شاء لي أن أنجح.
(( إِنَّ اللَّهَ يَلُومُ عَلَى
الْعَجْزِ،
وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ، فَإِذَا غَلَبَكَ أَمْرٌ
فَقُلْ: حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2008-05-04
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire