تفسير آيات من سورة يس :
أَأَتَّخِذُ مِن
دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي
شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ (23)
"أأتخذ من دونه آلهة" استفهام إنكار وتوبيخ وتقريع "إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون" أي هذه الآلهة التي تعبدونها من دونه لا يملكون من الأمر شيئا فإن الله تعالى لو أرادني بسوء "فلا كاشف له إلا هو" وهذه الأصنام لا تملك دفع ذلك ولا منعه ولا ينقذونني مما أنا فيه.
أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (31)
ثم قال تعالى: "ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون"
أي ألم يتعظوا بمن أهلك الله قبلهم من المكذبين للرسل كيف لم يكن لهم إلى
هذه الدنيا كرة ولا رجعة ولم يكن الأمر كما زعم كثير من جهلتهم وفجرتهم من
قولهم "إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا"وهم
القائلون بالدور من الدهرية وهم الذين يعتقدون جهلا منهم أنهم يعودون إلى
الدنيا كما كانوا فيها فرد الله تبارك وتعالى عليهم باطلهم فقال تبارك
وتعالى "ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون".
وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)
وقوله عز وجل "وإن كل لما جميع لدينا محضرون"
أي وإن جميع الأمم الماضية والآتية ستحضر للحساب يوم القيام بين يدي الله
جل وعلا فيجازيهم بأعمالهم كلها خيرها وشرها ومعنى هذه كقوله جل وعلا "وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم" وقد اختلف القراء في أداء هذا الحرف فمنهم من قرأ "وإن كل لما" بالتخفيف فعنده أن إن للإثبات ومنهم من شدد "لما" وجعل إن نافية ولما بمعنى إلا تقديره وما كل إلا جميع لدينا محضرون ومعنى القراءتين واحد والله سبحانه وتعالى أعلم.
تفسير ابن كثير
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire