تفسير آيتين من سورة آل عمران :
الم (1)
وصدرها إلى ثلاث وثمانين آية منها نزل في وفد نجران وكان قدومهم في سنة تسع من الهجرة كما سيأتى بيان ذلك عند تفسير آية المباهلة منها إن شاء الله تعالى وقد ذكرك ما ورد من فضلها مع سورة البقرة أول البقرة.
وقيل هي اسم من أسماء الله تعالى فقال عنها في فواتح السور من أسماء الله
تعالى وكذلك قال سالم بن عبدالله وإسماعيل بن عبدالرحمن السدي الكبير وقال
شعبة عن السدي بلغني أن ابن عباس قال الم اسم من أسماء الله الأعظم.
قال وأبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية في قوله تعالى الم
قال هذه الأحرف الثلاثة من التسعة والعشرين حرفا دارت فيها الألسن كلها ليس
منها حرف إلا وهو مفتاح اسم من أسمائه وليس منها حرف إلا وهو من آلائه
وبلألائه ليس منها حرف إلا وهو في مدة أقوام وآجالهم.
اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2)
قد ذكرنا الحديث الوارد في أن اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين "الله لا إله إلا هو الحي القيوم" و "الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم" عند تفسير آية الكرسي وقد تقدم الكلام على قوله "الم" في أول سورة البقرة بما أغنى عن إعادته وتقدم الكلام على قوله "الله لا إله إلا هو الحي القيوم" في تفسير آية الكرسي.
نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ (3)
وقوله تعالى "نزل عليك الكتاب بالحق"
يعني نزل عليك القرآن يا محمد بالحق أي لا شك فيه ولا ريب بل هو منزل من
عند الله أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا وقوله "مصدقا لما بين يديه"
أي من الكتب المنزلة قبله من السماء على عباد الله والأنبياء فهي تصدقه
بما أخبرت به وبشرت في قديم الزمان وهو يصدقها لأنه طابق ما أخبرت به وبشرت
من الوعد من الله بإرسال محمد صلى الله عليه وسلم وإنزال القرآن العظيم
عليه.
وقوله "وأنزل التوراة" أي على موسى بن عمران "والإنجيل" أي على عيسى ابن مريم عليهما السلام.
وقوله "وأنزل التوراة" أي على موسى بن عمران "والإنجيل" أي على عيسى ابن مريم عليهما السلام.
تفسير ابن كثير
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire