جهاد النفس
عندما حذر الله تعالى عبده خطر الفراغ والتفريط فيه، وأمره بملئه بطاعته، لم يترك سبحانه هذا العبد يتخبط في وضع منهج عملي يملأ به ذلك الفراغ، من عند نفسه، بل تفضل الله سبحانه على عبده بمنهج عملي شامل لحياته كلها، من وقت ولادته إلى أن يلقى ربه.
فليس عند المسلم مطلقا وقت فراغ يملؤه بغير طاعة الله، وهذا المنهج الرباني يشمل نشاط قلبه وعقله وجسمه وروحه في كل جزء من أجزاء حياته، ويطلق على هذا المنهج: "العبادة" أو "العمل الصالح" وما أشبه ذلك من الألفاظ الدالة عليه، كـ"الخير" و"البر" و"الطاعة" و "المعروف"
غاية المنهاج العملي.
لقد بين تعالى في كتابه الكريم، أنه لم يخلق المكلفين من عباده في هذه الأرش-جنهم وإنسهم-إلا لعبادته، وليس لشيء آخر، كما قال تعالى: ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون. ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون. إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين.)) [الذاريات: 56-58]
كما بين تعالى في آيات أخرى، أن نشاط هذا الإنسان كله لله، فحركاته وسكناته، وحياته وموته كلها لله، كما قال تعالى: ((قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين)) [الأنعام: 162-163]
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire