mardi 6 mai 2014

نعمة السمع

كل من السمع والبصر من الحواس الهامة للانسان عن طريقهما يتعرف على العالم الخارجي
إلا إن ذكر السمع قبل البصر في القرأن يكاد يكون قاعدة لأن بالسمع يتعلم الإنسان الكلام
وبدون السمع تكون هناك مشكلة كبيرة فى التواصل مع الاخرين وينتج عن ذلك مشكلة الخرس ايضا
فالكفيف يستطيع التعلم أفضل كثير من فاقد السمع
لذلك نجد الله سبحانه قدم السمع على البصر فى كل آيات القرآن تقريبا

وسبحان الله
أثبتت الدراسات أن الجنين في الشهر السابع للحمل وأثناء وجوده في رحم أمه
قادر على إصدار رد فعل تجاه أي صوت. ويؤكد الاختصاصيون أنه بين الشهر الخامس والسادس للحمل يكتمل نمو هيكل الأذن الداخلية وبالتالي يسمع الجنين في رحم أمه الأصوات التي تأتي من العالم ولكن حاسة النظر عنده لا تكمل إلا عند الشهر السابع

قال تعالى:
(وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) النحل :78

قال جل وعلا :
(
قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۖ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ) الملك :23
وقال سبحانه:
(إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ) الإنسان :2

الإعجاز فى تركيب الأذُن

وهيا بنا نتعرف على الحكمة من تقديم السمع على البصر من خلال على ابحاث العلم الحديث :


خلق الله سبحانه و تعالى الأذن بإبداع و تناسق متناهي وبحكمة لا تتجلى إلا له هو سبحانه

الأذنين لهما وظيفتين أساسيتين هما السمع و حفظ التوازن
تجمع الأذن (أو الصيوان) الصوت وتنقله بشكل ميكانيكي عبر غشاء الطبل و العظيمات الثلاث إلى القوقعة في الأذن الداخلية
و من ثم تحول خلايا القوقعة الصوت إلى نبضات كهربائية فترسله إلى مركز السمع عبر العصب الثامن
ومنها إلى الدماغ فتتحقق عملية السمع.


تنقسم الأذن إلى ثلاثة أجزاء:


الأذن الخارجية - الأذن الوسطى - الأذن الداخلية


الأذن الخارجية
تنقسم الأذن الخارجية أيضا إلى ثلاث أجزاء مترابطة :
صيوان الأذن - قناة الأذن الخارجية - طبلة الأذن
صيوان الأذن:
يسمى الجزء الخارجي من الأذن بالصيوان و هو مادة غضروفية مرنه و ملتفة بإبداع
ويمتد إلى داخل قناة الأذن الخارجية بشكل أنبوبي مغطيا الثلث الأول (8 مليمتر) من القناة. علاوة على دورهِ الجمالي
فإن الدور الوظيفي للصيوان هو تحديد اتجاه الصوت و تجميع الأصوات و توجيهها إلى داخل الأذن عبر القناة الخارجية ومن ثم إلى غشاء الطبل

قناة الأذن الخارجية:
و هي الأنبوب الذي يُنقل من خلاله الصوت الذي يجمعه الصيوان إلى غشاء الطبل
و هي مبطنة بشعيرات تعرقل وصول الأجسام الغريبة إلى غشاء الطبل
كما تفرز جذور هذه الشعيرات مادة دهنية تمتزج مع إفرازات الغدد الجانبية لتكون الشمع
الذي يمنع دخول ذرات التراب و الأجسام الغريبة إلى داخل الأذن.
تتألف القناة الخارجية من جزئيين:
الجزء الخارجي(ثلث القناة) وهو مكون من مادة غضروفية
و الجزء الداخلي (ثلثي القناة 16 مليمتر) مكون من مادة عظمية و لا يوجد بها غدد أو شعيرات
كما أن قناة الأذن الخارجية منحنية و متفاوتة الاتساع فهي ضيقة من الداخل و متسعة من الخارج
لأن هذا الشكل يعرقل وصول الأجسام الغريبة إلى غشاء الطبل

غشاء الطبل:
يقع غشاء الطبل في نهاية القناة الخارجية و هي التي تفصل بين الأذن الخارجية و الأذن الوسطى
و غشاء الطبل عبارة عن غشاء جلدي رقيق ذي سطح مخروطي بطول 8-9 مم
و مكون من ثلاث طبقات ذات الأنسجة المختلفة.ويوجد في غور غشاء الطبل المطرقة التي تقوم بنقل الموجات الصوتية إلي بقية العظيمات

الأذن الوسطى:
تقع الأذن الوسطى في احد تجاويف العلوية للجمجمة و هي غرفة خاوية و تقع ما بين الأذن الخارجية و الأذن الداخلية
(يفصل بينهما غشاء الطبل)
و في هذه الغرفة تقع العظيمات الثلاث المعروفة (المطرقة و السندان و الركاب)
وهي أصغر العظيمات في جسم الإنسان
تصل العظيمات الثلاث بين غشاء الطبل المهتز (جراء دفع الموجات الصوتية له) و القوقعة في الأذن الداخلية
وبهذا الاهتزاز تهتز العظيمات الثلاث كذلك فتحول الموجات الصوتية إلى موجات مكيانيكية
و لتسهيل حركة هذه العظيمات و غشاء الطبل ولمعادلة الضغط الذي تتعرض له الأذن الوسطى مع الضغط الخارجي
و لمنع تجمع السوائل في داخل الغرفة كذلك خلق الله تعالى لذلك أنبوبا عضليا متصلا بالبلعوم يسمى بقناة أستاكيوس
فالأذن الوسطى تتعرض لضغط عالٍ من الخارج (كالأصوات العالية و المزعجة)
و تتعرض إلى لضغط في داخل الرأس أثناء البلع أو العطس أو التثاؤب
لذا فإن قناة الأستاكيوس قناة مهمة جدا لما لها دور كبير في تيسير وظيفة الأذن الوسطى
و يمر خلال الأذن الوسطى العصب السابع و الذي يحرك عضلات الوجه
و له دور في نقل نبضات حاسة الذوق في اللسان إلى مركز التذوق في الدماغ
وموجود ثلثي اللسان الأمامي

الأذن الداخلية:
تتسم الأذن الداخلية بتركيبتها المعقدة فهي المسئولة عن عمليتين حيويتين:
1
عملية السمع والمرتبطة بالنظام السمعي (Auditory system) و يقوم بها القوقعة و العصب السمعي.
2
عملية الاتزان و هي مرتبطة بما يعرف بجهاز الدهليز التيهي (Vestibular labyrinth) و تتكفل القنوات الهلالية بهذه المَهمة
ومن المعروف أن بعض المصابين بضعف السمع الوراثي يعانون خلل في عملية التوازن إضافة إلى المشاكل السمعية.

النظام السمعي:
تتمثل عملية السمع في تحويل الموجات الصوتيةالتى تصل للأذن الداخلية عبر الفتحة البيضاوية من الأذن الوسطى
إلى إشارات كهربائية و من ثم تبثها إلى مراكز السمع العليا في المخ عبر العصب السمعي.

تقوم الأذن الخارجية و الوسطى بتوصيل الموجات الصوتية (الميكانيكية )إلى الأذن الداخلية
و يتم ذلك عبر الفتحة البيضاوية المغطاة بغشاء مشابه لغشاء الطبل
كما يلتصق بغشاء الفتحة البيضاوية الركاب من جهة الأذن الوسطى
و لذا نجد أن المطرقة ملتصقة بغشاء الطبل بينما الركاب ملتصق بغشاء الفتحة البيضاوية و بين هاتين العظمتين عظمة السندان
فإذا "قرع" الصوت غشاء الطبل فإنها تهتز وتنقل الصوت إلى المطرقة و من ثم إلى السندان ثم إلى الركاب
ثم يقوم الركاب بهز غشاء الفتحة البيضاوية فينجم عنه سحب و دفع للغشاء (كالمكبس بالتمام)
فيحرك السائل الموجود خلف الغشاء المسمى بالسائل البريلمف perilymph.

أما على نطاق الاتزان:
فإن الأذن الداخلية تحتوي على القنوات الهلالية semicircular canals وهي سلسلة تحتوي على ثلاث حلقات متصلة مع بعضها
وظيفتها حفظ توازن الجسدو عند حركة الرأس و الجسم يتحرك السائل الذي بداخل هذه القنوات
فينتج منه نبضات كهربائية لتصل إلى عصب الاتزان و الذي يلتقي بالعصب السمعي مشكلين بذلك العصب الثامن و الذي يتصل بالدماغ
كما يلتقي العصب السمعي مع عصب الاتزان و العصب المسئول عن تعبيرات الوجه(العصب الخامس) في منطقة في الدماغ
و هذه المنطقة تتكفل بوظائف حيوية عديدة كضغط الدم و النبض و التأهب الجسدي المفاجئ وغيرها
إن الله لم يقدم البصر على السمع الا فى آية واحدة فى القرآن الكريم
وهذه فى أحوال يوم القيامة ذهول المجرمين وهم فى حالة خزى أمام الله سبحانه يتمنون العودة للحياة حتى يعملوا صالحا
قال تعالى :
(وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ)  السجدة :12

هل علمتم الآن نعمة وعظمة الله فى خلق أذونين لك حتى إذا فسدت واحدة بقيت الاخرى تقوم بالعمل
لأن السمع هو الطريق للكلام والتواصل مع الاخرين


اللهم أدم علينا نعمة السمع والكلام فيما يفيد وريضيك عنا
آمين
و الحمد لله رب العالمين



Aucun commentaire: